لأول مرة يلفت انتباهي هذا العنوان «لجنة التحكم والضبط» وأقصد بها اللجنة المختصة في إدارة سير الاختبارات، في مدارسنا العامة أي ما يسمى اختصارا «الكنترول» برغم أنني كنت قريبا من هذه اللجنة لسنوات وما زلت، ولكنني لا أذكر أن هذا العنوان أثار فضولي، أو تساءلت لماذا التحكم والضبط أو بماذا تتحكم وتضبط هذه اللجنة؟ أو لماذا لا تكون تحكم دون ضبط أو ضبط فقط دون تحكم، لأن «تحكم» هذه قد توحي بأن هناك ما يتم الاستبداد به في هذه اللجنة، أو أليس من الأفضل يكون لهذه اللجنة عنوان آخر يكون ألطف وأنسب لعملها دون أن يثير فضول أو استغراب السائل، كما أثار استغراب المعلم الذي نبهني إلى إعادة قراءته والتدقيق في معناه إن كان مناسبا أن يكون في مدرسة تابعة لوزارة التعليم وهو معلم اللغة الإنجليزية المتميز في مدرسة الحديبية المتوسطة الأستاذ مهدي القضيب في أول يوم من أيام الاختبارات، قال لي وعلامة التعجب تحتل مساحة من تقاطيع وجهه: هل ترى هذا العنوان مناسبا؟! لماذا لا تكون «لجنة إدارة الاختبارات»، بدلا من هذا العنوان، وقعت عليّ هذه الملاحظة وكأنني لأول مرة أسمع بهذه اللجنة التي تتحكم وتضبط، لماذا تُركت تسميتها هكذا عامة «لجنة التحكم والضبط» ولم تقيد أو تضبط حتى بالاختبارات، أليست هي لجنة تحكم وضبط؟!، أم التحكم والضبط هنا لا ينطبق عليها، ألم أقل لكم أن العنوان يوحي بالاستبداد، لا أقول اللجنة مستبدة، فهي ليس لديها ما تستبد به، ولكن العنوان يوحي بذلك، ويجعل المتلقي له يكوّن صورة عن اللجنة خلافا لطبيعة عملها. واقعا لا أعلم ألهذه الدرجة عناوين اللجان لدينا تكون مميعة دون مراعاة طبيعة ما تقوم به، ويكون اختيار العنوان مشتقا من طبيعة ذلك العمل، ألا نخشى أن يخرج علينا مَنْ يتساءل: لماذا هذا العنوان الذي يوحي وكأن اللجنة تقوم بعمل استثنائي، خلافا لعملها الإشرافي والإداري لسير الاختبارات. أظن لو وضع هذا العنوان كسؤال في اختبار مادة لغتي لطالب -أعرب لجنة التحكم والضبط؟- لقرأنا إجابات لم يفكر فيها سيبويه في زمنه.!! ولخرجنا بأفعال وأسماء لا تطابق الأحكام الإعرابية لها. والسبب أن هذا العنوان لا محل له من الإعراب قياسا بطبيعة عمل اللجنة المشرفة على الاختبارات. طيب.. يا مسئولين عن تسميات اللجان في مدارسنا، لماذا لا يُطلق عليها «لجنة تدقيق الاختبارات»، إن كانت كلمتا الإشراف أو الإدارة، لا توحيان بالهيبة والأهمية لعمل اللجنة الذي ربما كان هو السبب في اختيار هذا العنوان، أو يُعطى لها عنوان أقرب إلى التفاؤل بدلا من العنوان الحالي الذي يقف الواحد أمامه مقتطبا، وكأنه أمام لجنة تحقيق وليس لجنة قائمة على الإشراف على سير الاختبارات، كأن تُسمى مثلا «لجنة الاطمئنان على سير الاختبارات»، أوليس نحن في أيام الاختبارات نريد أن نطمئن على أبنائنا، بدلا من هذا العنوان الذي يوحي بأن اللجنة تتحكم وتضبط، مستقبل أبنائنا كيفما شاءت، وهنا ألفت الانتباه للمرة الثانية أن حديثي عن العنوان وليس على عمل اللجنة أو ما تقوم به، وأدعو أن يكون عمل اللجنة مطابقا لمسماها، بل لماذا لا يتم تغيير أغلبية عناوين اللجان في وزارة التعليم إلى عناوين صديقة للطالب، فهل يقوم المسؤول بمراجعة هذه المسميات، لما هو أقرب للوظيفة الحقيقية لمهنة التعليم كما غيّر شعار وزارة التعليم لأكثر من مرة، وغيّر مسمى مدير المدرسة إلى قائد المدرسة، واستحدث الكثير من القرارات الجديدة، أم يبقى التحكم والضبط سيد الموقف؟