يعاني حي العمّارية الواقع جنوب جدة من طفوحات الصرف الصحي المتكررة ومن المياه الآسنة التي تشل حركة مستخدمي الشوارع والطرقات، خاصة زوار المساجد والذاهبين إليها صباح مساء. مشكلة هذا الحي مع مياه المجاري (أكرمكم الله) وطفوحاتها أزلية، فما أن تسقط قطرة مطر حتى يتحول الحي إلى مستنقع من المياه الآسنة، وإذا شحّت الأمطار وأقبل الصيف يقوم بمهمة الإغراق طفوحات بالوعات الصرف الصحي نفسها التي تفور وتغرق الشوارع داخل الحي، وتترك مياهها بهذه الحالة لعدة أيام حتى يتحوَّل الحي وشوارعه الرئيسة إلى بركة من المياه الآسنة، ومثال ذلك شارع العمارية الرئيس الذي يمتد من باب مكة جنوبًا حتى مطعم السُدة شمالًا بالقرب من شارع المطار القديم، وأهمية هذا الشارع تكمن في وجود مسجد بن لادن وهو من أكبر مساجد الحي، ويضم المئات من المصلين في كل فرض، ويُصلَّى فيه يوميًا على العديد من الجنائز المراد دفنها في مقبرة أمّنا حواء القريبة منه، ولذلك يصعب على المشيّعين للجنائز اجتياز هذا الشارع الذي يفصل بين المسجد والمقبرة والمغمور بالمياه الآسنة، ولك أن تتخيل حجم المعاناة التي يمر بها الناس خاصة حاملي الجنازة ومن خلفهم في عبور هذه المياه النتنة وما تخلفه من آثار نفسية وتلويث لملابس المشيّعين، مما يُثير سخطهم وانزعاجهم. لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية، فالأمانة تقول بعد الاتصال بها: «إن هذه المشكلة مسؤولة عنها شركة المياه الوطنية، والشركة كالعادة لا ترد على اتصالات المواطنين، وأصحاب الدكاكين الممتدة على طول الشارع، وأصحاب الخدمات المتضررين من هذه المياه، والكل يُلقي بالمسؤولية على الآخر، ولا يوجد أي تنسيق بين القطاعات الخدمية، أو الجهات ذات العلاقة حتى يتم إزالة هذه المياه القذرة التي أزعجت الجميع. نعم إنها مسؤولية شركة المياه الوطنية في الاضطلاع بمسؤولياتها وتقديم الخدمات المناطة بها، وعدم التقصير في خدمة المواطنين، وتصريف هذه المياه من أولوياتها، خاصة التي تعيق حركة المارة، وتزيد من معاناتهم، وتشل حركة نشاطهم الاقتصادي في المنطقة المحيطة، وتؤذي المُتردِّدين على بيوت الله، وتُلحق الأذى بهم جسدًا وروحًا. ولذا نحنُ نطمح أن تعطي الشركة مزيدًا من الاهتمام لهذا الموضوع، وأن ترفق بالمواطنين من هذه المُلوِّثات، وتزيل عنهم كل ما يُؤذي مشاعرهم قبل أجسادهم. mdoaan@hotmail.com