×
محافظة المنطقة الشرقية

مساعد أمين العاصمة المقدسة يفتتح بازار البركة الأول للأسر المنتجة

صورة الخبر

خرج «لقاء سيدة الجبل» بعد خلوته التاسعة، بقرارين يؤسسان في نظر المشاركين فيه، لـ«مستقبل مستقر وآمن للبنانيين»، وهما «انشاء كنيسة العرب» وتشكيل أمانة عامة لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لإخراج لبنان من حال الجمود وتنفيس المناخ المحتقن وتبديد الانقسام العمودي والاصطفافات السياسية الحادة. وشددت الوثيقة الصادرة عن الخلوة على «ان كل الخطوات تحصل تحت عباءة بكركي وبالتنسيق التام مع البطريرك الماروني بشارة الراعي». وأرسل عضو اللقاء المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد نسخة من الوثيقة الى الراعي ليطلع عليها، قبل «زيارة العمل» التي سيقوم بها وفد من اللقاء لبكركي لعقد خلوة مع الراعي ورسم خريطة طريق المرحلة المقبلة. ونصت وثيقة الخلوة التاسعة على «مبادرة مسيحية من أجل سلام لبنان المهدّدٌ بعودة الحرب الأهلية. وهي حربٌ – إن حدثت – ستبدأ حربٌ بين المسلمين ولكنّها ستنتقل إلى جميع اللبنانيين، كما ستؤدّي – لا سمح الله – إلى نهايةَ لبنان». ورأت ان «هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق المسيحيين في دَرْءِ خطر الحرب، كما في بناء سلام لبنان. لذلك هم مدعوّون – بالمشاركة مع إخوانهم المسلمين – إلى الإجابة عن سؤال جوهري يواجه اليوم كلَّ العالم العربي: كيف نعيش معاً، متساوين في حقوقنا وواجباتنا، ومتنوّعين في انتماءاتنا الدينية والثقافية والإثنيّة، ومتضامنين في سعينا من أجل مستقبل أفضل لجميعنا؟». ونبهت الى ان «الدور التاريخي الذي لعبه المسيحيون اللبنانيون على مدى أكثر من قرن، موضع تشكيك وإعادة نظر من قبل القوى السياسية التي حوّلت السياسةُ إلى مجرَّد صراع على السلطة». وشددت على ان «تحوُّلَ قسم من المسيحيين الذين خاضوا معركة الاستقلال إلى الالتحاق بالمحور السوري – الإيراني، وتأييد بعض الشخصيات السياسية والدينية للديكتاتورية السورية بذريعة حماية الأقليات، واتفاق معظم الأحزاب المسيحية على مشروع قانون للانتخابات النيابية – عُرف بالارثوذكسي – من شأنه أن يعود بالبلاد إلى ما قبل دولة لبنان الكبير، ما يبيّن بوضوح مدى الانكفاء المسيحي منذ العام 2005. وهذا الانكفاء يعرض المسيحيين لخطر التحوُّل من جماعة معنيّة بمستقبل لبنان والمنطقة إلى أقلّية لا تهتمّ إلا بالدفاع عن مصالحها الخاصة، ولخطر التّماهي مع آخر الديكتاتوريات العربية، بحيث يُعتَبرون شركاء في جريمة ضد الإنسانية، كما وصفها المجتمع الدولي، ولخطر التهميش، فيما تُعاد صياغةُ التاريخ، بحيث لن يجدوا لأنفسهم دوراً في هذا العالم الجديد الذي يتشكَّل مع «الربيع العربي». ولفتت الى انه «لوقف هذا التراجع، ودَرْءِ خطره على المستقبل المسيحي في لبنان والمنطقة، علينا العودة إلى الرسالة التي قامت عليها خصوصيتنا في هذا الجزء من العالم. مفادُها أننا نستطيع العيش معاً، مسيحيين ومسلمين، متساوين في حقوقنا والواجبات، ومختلفين في انتماءاتنا الدينية. ودافعنا عن هذا المعنى في وجه المشاريع الأيديولوجية القائمة على القومية أو الدين، بوصفها أيضاً مشاريع اختزالية، تختزل الفرد في الجماعة، والجماعة في حزب والحزب في زعيم أوحد. ونجحنا في أن نجعل من لبنان نموذجاً للعيش المشترك، كما تمكّنا من تطوير اسلوب للعيش لم يكن من السهل تحقيقه في البلدان العربية الأخرى. وقضية العيش معاً مَوْضِعُ اهتمامِ وعنايةِ الناس في منطقتنا، بل وفي العالم، لأن المشاريع الأيديولوجية، من قوميةٍ ودينية، أصبحت في دائرة الشكّ وإعادة النظر بفعل الربيع العربي». ودعا الموقعون على الوثيقة - النداء الى «تعبئة طاقات المسيحيين المعنيين بحماية لبنان من أجل درء خطر الفتنة بين اللبنانيين والتواصل مع المسيحيين العرب والعمل معهم على قيام «كنيسة العرب» التي حضّ على قيامها واحدٌ من خيرة مفكّري المسيحية المشرقية، هو الأب يواكيم مبارك. إن قيام هذه الكنيسة الجامعة كفيلٌ بتقديم مساهمة تاريخية كبرى – بالشراكة مع المسلمين – في تجديد المشرق العربي، كما في «اشتقاق طريقة جديدة للعيش معاً بسلام في هذا الشرق الأوسط»، بحسب دعوة البابا بنديكتوس السادس عشر اثناء زيارته لبنان في أيلول 2012. ونقترح تأسيس مركز تفكير وحوار مع المسيحيين العرب لتحديد دورهم في إطلاق ثقافة السلام والعيش معاً في مواجهة ثقافة العنف والفصل المهيمنة». ودعوا الى «التواصل مع المسلمين العاملين على منع العودة الى الحرب، ودعوتهم الى التشارك في انشاء إطار تنسيقي جامع – نقترح تسميته «المؤتمر الدائم لسلام لبنان – مهمته الأولى تشكيل شبكة آمان وطنية وذلك نتيجة لاستقالة الدولة من دورها. ويتولى هذا الإطار التنسيقي: البحث في إعادة تأسيس العيش المشترك بشروط الدولة، بدلاً من شروط أحزاب أو ميليشيات طائفية. وعليه ينبغي أن تستعيد الدولة حقَّها في احتكار القوة المسلّحة، وأن تتحرّر من القيود الطائفية التي تشلُّ عملها».