"أنقذونا من الأمراض والأوبئة".. تلك هي العبارة أو اللافتة التي يحملها أهالي حي القلت بالطائف، بعد أن طفحَ بهم الكيل، وزادَ بهم الهم، إثر تلك المياه الملوثة الآسنة التي لم يبق لها إلا أن تدخل مساكنهم، وتُهجرهم منها، بعد أن اجتاحت شوارع الحي كاملةً؛ كونها تنبع من أسفله، وحولته مستنقعاً قد يزيد من نشوء الأمراض والأوبئة، بعد الروائح الكريهة التي زكمت الأنوف. "سبق" كانت لها جولة لحي "القلت" بالطائف؛ حيثُ الأطفال، وخصوصاً طُلاب المدارس، يسيرون وهم يرفعون ثيابهم خوفاً من تلوث ملابسهم، كذلك الحال بالنسبة للسُّكان الذين يتلطمون من الروائح، فكيف بالزوار الذين قد يعودون من حيث أتوا بسبب ذلك التلوث الذي لم تتجاوب معه الجهة المختصة. وكانت شركة المياه أبرمت عقداً لمُعالجة وضع الحي من تلك المياه الملوثة والمستديمة، في عام 1424هـ، وبالفعل بدأت الشركة العمل في أعمال الحفر، وبعد مرور قرابة العام دفنت تلك الحفريات وتوقفت، وتعثر المشروع؛ ما دفعَ الأهالي للتقدم بشكاوى دون جدوى، كما أن الوضع المأساوي الذي يعيشونه لم يشفع في التعاطف معهم والعمل على إرضائهم؛ حيث بقيَ حالهم على ما هو عليه دون تغيير. وتتعالى أصوات الأهالي بحي القلت في الطائف، ولسان حالهم عبر "سبق" يقول: متى ندخل اهتمامات المسؤول؟ ومتى نجد العناية والحفاظ على صحتنا من ذلك التلوث والوباء؟