دخلت العاصمة اليمنية «صنعاء» مرحلة حرجة من نقص الإمدادات الرئيسية لمشتقات النفط والغذاء التي استولت عليها ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في حين شنت الميليشيا حملات دهم لمواقع تجار التجزئة في المدينة، وتوعدتهم بإغلاق منافذهم إن لم يقدموا نصف العائد من عمليات البيع لجميع المواد الغذائية والاستهلاكية. وقالت لجان حقوقية في المدينة إن هناك نقصا حادا في مشتقات النفط والغاز، والمواد الأساسية من الغذاء «الدقيق، الأرز، السكر» مما ينبئ عن كارثة إنسانية، ما لم تتدخل المنظمات الدولية لوقف علميات المحاصصة التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين، في حين أكدت مصادر عسكرية أن الميليشيات تقوم بعمليات سطو على صهاريج النفط القادمة من المدن القريبة والمصدرة للبترول. من جهة أخرى، كشف تقرير حقوقي أن ميليشيات الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع اختطفت، منذ سيطرتها على مدينة «إب» التابعة إداريا لإقليم الجند، أكثر من 1227 شخصا، فيما زادت عمليات الاختطاف لتبلغ ذروتها خلال الأشهر الأخيرة ليصل معدل الذين اختطفوا نحو 466 حالة في عدة أشهر، الأمر الذي دفع بكثير من سكان المدينة للفرار خوفا على سلامتهم. وفي عمران، داهمت ميليشيا الحوثيين «السجن المركزي» في مديرية سحب، وشرعت في ضرب السجناء بالهراوات، وبالأسلحة الثقيلة، التي أدت إلى إصابات متنوعة لعموم المساجين، وفي حين لم تعرف أسباب هذه الحملة، لكن حقوقيين أكدوا أنه عمل انتقامي لمناهضي تواجدهم في المدينة، ومطالبة المساجين بتحسين المعاملة، مؤكدين أن الجمعيات الحقوقية وثقت هذه الأعمال لرفعها إلى الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية. وقال عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، إن المدينة تعيش أصعب الأوضاع الإنسانية والمعيشية بعد انهيار العملة اليمنية، الذي كان وراءها عملية السطو على احتياطي المركزي التي نفذتها ميليشيا الحوثيين المقدرة بنحو ثلاثة مليارات دولار، تحت ذريعة دعم المجهود الحربي، وهذا ما دفع بتدهور العملة، وانعكس ذلك على المواطن العادي. ووصل سعر الوقود إلى قرابة 20 ألف ريال يمني للتر، وأسعار السلع تضاعفت بشكل كبير، بحسب ما قاله عبد الكريم، الذي أكد أن أعدادا كبيرة من المواطنين تقف طوابير طويلة على محطات الوقود، وفي بعض منافذ بيع السلع الغذائية لأخذ احتياجها اليومي فقط من السلعة الرئيسية في الوقود والغذاء، متوقعا أنه مع وصول الوضع العام في العاصمة اليمنية إلى أدنى مستوياته ستندلع «ثورة الجياع» في المدينة للحصول على قوتهم اليومي. وأرجع عضو مجلس المقاومة، أسباب ما وصلت إليه صنعاء، ما نفذته الميليشيات من أعمال وصفها بالإجرامية بحق المدنيين، التي تمثلت في عملية السطو على البنك المركزي، تلتها مؤسسات الصرافة، الأمر الذي تسبب في قلة تدفق العملة الأجنبية للمدينة، لتقوم الآن بالاستيلاء على المواد الغذائية وصهاريج النفط القادمة من خارج المدينة، كذلك محاصصة رجال الأعمال والتجار، واليوم تنفذ أعمال المحاصصة مع تجارة التجزئة والمدنيين، مشددا على أن هذه الأعمال تأتي في ظل صمت المجتمع الدولي حيال هذه الأوضاع الإنسانية والأعمال العسكرية التي تقوم بها الميليشيا.