تراجعت أمس، الحركة في ضاحية بيروت الجنوبية، خصوصاً في محيط مثلث حارة حريك - بئر العبد - الرويس بعدما استهدفت المنطقة اربع مرات بتفجيرات كان آخرها أول من امس. وتواصلت التحقيقات في موقع الانفجار الأخير من دون التمكن من معرفة هوية الانتحاري الذي فجر السيارة وسط الطريق. وعكف عناصر الشرطة القضائية والإدلة الجنائية على متابعة رفع الادلة، ورفع الجيش بعض السيارات من مكان الانفجار تسهيلاً للعملية. وعملت فرق التنظيف في بلدية حارة حريك على إزالة الركام من الأمكنة التي جرى مسحها في الشارع العريض. وجرى تشييع ضحايا الانفجار والذين استقر عددهم على 4 اشخاص في مواكب مؤثرة ولا سيما الشابة ماريا الجوهري في مدينة الهرمل. وشارك في تشييع الجوهري عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نوار الساحلي، ورجال دين، وأقيمت الصلاة على جثمانها أمام سراي الهرمل في مكان الانفجار الذي استهدف المدينة الاسبوع الماضي، ثم ووريت في الثرى. يذكر ان الجريح حسين ناصر الدين الذي أصيب في انفجار الهرمل توفي متأثراً بجروحه أمس. وكانت التحقيقات الأولية أسفرت عن معرفة سارق السيارة التي جرى تفجيرها وهو اللبناني نبيل أحمد الموسوي وقد قبض عليه واخضع الى التحقيق على امل التوصل الى جمع المزيد من الخيوط عن الجهة التي استقرت لديها السيارة وفخختها، علماً ان «جبهة النصرة» كانت تبنت التفجير. وأحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الموقوف الموسوي الى مديرية المخابرات في الجيش للتوسع بالتحقيق معه حول السيارة التي شارك في سرقتها في شهر تشرين الاول الماضي وتم نقلها الى البقاع. وكان الموسوي يسرق السيارات ويسلمها الى شخص في بريتال يعمل على بيعها. ووزع امس، إعلام «حزب الله» بياناً «صادراً عن أهالي النبي شيت اعلنوا فيه «انه بعد الحادث الأليم والمفجع الذي نفذه التكفيريون الارهابيون في بيروت بواسطة سيارة مفخخة تبين أن سارقها هو نبيل احمد الموسوي، براءتهم كأهل وأخوة وأقارب وعموم أهالي النبي شيت من هذه الافعال الشنيعة ومن فاعلها». وأشاروا الى ان «والده كان أقام دعوى قضائية لدى النائب العام الاستئنافي في البقاع بتاريخ 3/7/2004 يعلن فيها براءته من أفعال ابنه وتصرفاته وهو لا يتردد الى منزل أهله منذ ذلك التاريخ». وطالبوا «الدولة اتخاذ أقصى درجات العقوبة بحقه حفظاً لدماء وتضحيات الشهداء»، معلنين «ولاءنا لخط المقاومة والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله». وهاجس السيارات المفخخة انعكس ريبة من كل شخص يعبر منافذ الضاحية الجنوبية، خصوصاً ان مفجر سيارة اول من امس، كان يحاول الهروب ممن ارتاب بأمره من الأجهزة الأمنية. وأوقفت قوى الامن الداخلي شخصاً ذقنه طويلة ويرتدي ثياباً فضفاضة وكان يقود سيارته في محلة نزلة التعاونية العاملية المؤدية الى منطقة حارة حريك، بالقرب من مصرف عوده، وجرى تقييده بالاصفاد على مرأى من المارة الذين راحوا يلتقطون له الصور. الا ان التحقيق معه والتفتيش الدقيق لسيارته افضت الى خلوها من اي مواد مفجرة وتبين ان الشاب يدعى حــسين.ش.د وهو موسيقي راب. وفي المواقف من التفجير، أعلن القائد العام لـ «يونيفيل» الجنرال باولو سييرا أنّ تفجير حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت «يؤثر ليس فقط على الشعب اللبناني، وإنّما أيضاً على قوات يونيفيل»، مضيفاً: «إننا قريبون معنوياً من الشعب اللبناني الذي نحاول ان ندعمه بكل الطرق الممكنة». وأعرب سييرا، في احتفال تكريمي أقيم على شرفه، عن قلقه حيال الوضع، مضيفاً: «سنستمر بالعمل مع الجيش اللبناني لنبقي الوضع هادئاً ومستقراً في جنوب لبنان والذي هو في منطقة عملياتنا». وكان روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تناقلوا تعليقات غداة انفجار الثلثاء توقفوا فيها عند واقعة الايام التي تجري فيها التفجيرات وهي ايام الثلثاء والخميس. وسخروا مما قد يحدث الخميس اي اليوم، على طريقة إعلان اللوتو اللبناني: «عزيزي اللبناني، رح تموت، إذا مش الثلاثاء، الخميس». نفي تحذير للطريق الجديدة ولاحقاً، افادت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي - شعبة العلاقات العامة «بأن بعض مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما الـ «واتس آب»، تناقل خبراً صادراً عن قوى الامن يحذر المواطنين في منطقة الطريق الجديدة من وجود سيارة رباعية الدفع في المنطقة بهدف تفجيرها...إلخ، أن هذه الأخبار عارية من الصحة، وعلى المواطنين الكرام عدم الانجرار وراء هذه الإشاعات».