×
محافظة المنطقة الشرقية

مريم: حضرت من المدينة المنورة للمشاركة في أحدث مهرجان تاريخي

صورة الخبر

أتمنى ممن أمطروا التحكيم بوابل الهجوم والاتهامات والتشكيك والنقد القاسي أن ينصفوا حكام مباراتي الفتح والهلال، والنصر والشباب في نصف نهائي كأس ولي العهد أول من أمس الثلاثاء. مباراتان (قمة) وغاية في الحساسية والأهمية لتحديد المتأهلين لنهائي كأس ولي العهد، وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة إلى درجة التأكيد بعدم وجود حكام خبرة كون أغلبهم في مناسبات خارجية، لكن لجنة الحكام بقيادة (المثابر) عمر المهنا نجحت في تهيئة فهد العريني ومساعديه عبدالله الشلوي وخلف زيد المهنا، وتركي الخضير ومساعديه أحمد فقيهي ومحمد العبكري على أكمل وجه، ونجح السداسي بكفاءة عالية دون وجود أخطاء تستحق التوقف، وثبت من خلال المحللين القانونيين عن تألق لافت وبالدرجة الكاملة. كان العريني دقيق جدا في قراراته ولم يرتكب أي خطأ يشوه المستوى التحكيمي أو يؤثر في سير المباراة، بل زاد من قيمة اللقاء بشخصيته وثقته، وكان متناغما مع مساعديه الواثقين وبتركيز عال. أما (قمة القمم) بين النصر والشباب، ورغم الضغوط الإعلامية القوية التي مورست ضد الخضير إلا أنه كان أكبر كثيرا في مباراة شرسة وسريعة، وبرز بقربه من الأخطاء وتقديراته الصحيحة وشخصيته في التعامل مع اللاعبين، وأثبت أن لياقته في أحسن درجاتها على مدى 120 دقيقة، ولم تسجل ملاحظة عكسية ضده ولا على مساعديه. هاتان المباراتان كانتا اختبارا قويا للتحكيم بعد عواصف قوية ورياح شديدة ربما تهوي بقضاة الملاعب وقيادييهم، ولذا ومن باب الإنصاف أولا والتحفيز ثانيا، من حقهم أن يشعروا بقيمتهم الحقيقية في مجتمع يعبث به كثير من المتعصبين والأنانيين والمضادين للحكام. المؤسف أن بعض المتأزمين لم يلتزموا الصمت بل اجتروا الماضي وبعض المباريات التي حفلت بأخطاء تحكيمية (تقديرية)، واهتموا بحكام معينين لتعميم أخطائهم على البقية. والأكيد أن الأخطاء موجودة واعترف بها وبجرأة وشفافية عمر المهنا رئيس اللجنة، لكنه أيضا لم يسلم من نقاد أو من (يُعرّفون) بهذه الصفة وهم لا يقرؤون ولا يتابعون، ويتهمون المهنا بالمكابرة، وهو الذي نقل لجنة التحكيم إلى مرحلة جديدة خصوصا على صعيد شفافيته مع الإعلام ومسؤولي الأندية، وهذا العام يعاني بسبب تغيير أعضاء اللجنة وتقليصهم إلى النصف عن اللجنة السابقة. ومن جانبي أزيد بأن بعض الحكام انشغلوا بتويتر فتضاعفت الضغوط عليهم. وسبق وانتقدت اللجنة وبعض أعمالها، وفي الوقت ذاته أتفق مع من ينتقدون التحكيم والحكام باحترام وحرص على التقويم، لكن أيضا من شأننا تعزيز الثقة في (حكامنا) متى أبدعوا على غرار المباراتين المشار إليهما سلفا. وفي شأن النزالين الكبيرين، يستحق لاعبو الفرق الأربعة ومدربوها الشكر على المتعة والجمال والإثارة عصرا ومساء في يوم جميل، وأحيي رئيسي النصر والشباب وهما يغادران الملعب سويا يدا بيد، خالد البلطان يبتسم برضاه عن الأداء العام واستعادة الليث جزءا من هيبته، والأمير فيصل بن تركي يلتفت مثمنا الروح الرياضية لمنافسه القوي وبانشراح البطل الكبير في هذا الموسم بمستوى لافت وجميل. ولم نسمع من أي فرد يمثل الأربعة فرق المميزة في الدور نصف النهائي ما يسيء بحق الحكام أو عن حادثة ما. وبالتأكيد لابد من الإشادة بجمهور النصر وهو يواصل رسم لوحات تعبر عن عمل جميل في (درة الملاعب). وكلنا أمل أن تتعاظم الإيجابيات والثراء الفني لكرتنا، متطلعين إلى نهائي غاية في الجمال والروعة بختام ذهبي لكأس الأمير سلمان بن عبدالعزيز.