توصلت الحكومة الكولومبية و «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) إلى اتفاق على تسريح الأطفال الذين يجنّدهم المتمردون، وإعادة دمجهم في المجتمع، وذلك في إطار مفاوضات لإبرام اتفاق سلام ينهي أطول حرب في أميركا اللاتينية. وورد في بيان أصدره الجانبان في هافانا حيث يتفاوضان منذ ثلاث سنوات أن «فارك» تتعهد «تسريح القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، فور التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد». وأشار إلى محادثات في شأن مصير مجنّدي الحركة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة، وكذلك مَن هم دون الـ 15 سنة، المتورطين في جرائم حرب. ويُفترض أن يتفق الطرفان على طريقة نقل القاصرين، وإعادة دمجهم في المجتمع. وقال أبرز مفاوضي الحكومة الكولومبية أومبرتو دي لا كايّي إن «الاتفاق يتوقّع تسليم فارك المعلومات اللازمة لتحديد هوية القاصرين ومكانهم، الذين ما زالوا في المخيمات، والتعاون من أجل إخراجهم»، معتبراً أن الاتفاق يشكّل «تقدماً حاسماً في عملية وضع حد نهائي للحرب». وتحدث الرئيس خوان مانويل سانتوس عن «اتفاق تاريخي في هافانا لإخراج الأطفال من الحرب»، مشيراً إلى أنهم سيعودون إلى عائلاتهم. وتتهم الحكومة ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان «فارك» باستخدام الجنود الأطفال وقوداً في الحرب. لكن الحركة تؤكد أنها لم تكن تريد أن تجنّد أطفالاً للقتال، مستدركة أنها قبِلت بانضمام أيتام وضحايا عنف منزلي. وأعلنت وقف قبولها مجنّدين تقل أعمارهم عن 18 سنة، علماً أنها تضمّ حوالى 8 آلاف مسلّح.