يعتقد الكثير من النقاد وخبراء التحكيم أن جولة نصف نهائي كأس ولي العهد، والتي جمعت الفتح بالهلال وأدارها فهد العريني، والنصر والشباب وأدارها تركي الخضير، أعادت للأذهان المستويات الجيدة للحكام المحللين في نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، قبل أن ينقلب السحر على الساحر وتعود السيرة القديمة والانتقادات اللاذعة تبعا للأخطاء المتوالية للحكام في عدد كبير من المباريات، لم يجد أمامها رئيس لجنة الحكام الدولي السابق عمر المهنا بدا من الاعتراف بها والوعد بعلاجها، ولا أحد يشكك بالطبع في نوايا الرجل ورغبته الصادقة في تقديم تحكيم نموذجي قليل الأخطاء، ولكن ربما تصطدم تلك الرغبة العارمة بالضغوط التي عادة ما تقود حكامه ــ ومعظمهم قليلو التجربة ــ إلى ارتكاب أخطاء تنسف كل الجهود التي يبذلها لأجل الوصول إلى هدفه، ولعل نجاح حكمي نصف النهائي، خصوصا الخضير، محفز للمهنا للتمسك بوجود أحد حكامه في النهائي الذي سيجمع بين القطبين الكبيرين النصر والهلال؛ لأن نجاحه في ذلك من شأنه أن يعيد التحكيم الوطني إلى مربع الثقة بعد أن غادره في جولات دوري جميل الماضية.