×
محافظة المنطقة الشرقية

دراساتنا كشفت وجود مساحات كبيرة من الأراضي السكنية لم تستغل

صورة الخبر

لم يكن يخلد في بالي، كتابة مقال، عمّا أطلق عليه (بالتحرّش) حتى ألفيتُ الربع، متجمهرون في ما أسميتُه بالزعيم (تويتر) منهم من يسخر ومن يكيل التهم وألوان السباب والاحتقار لمجتمعه، يوم أن ألصقوا فيه، ما ليس فيه أصلاً، واعتبروا هذه (اللصقة) ظاهرة نخرت في جسد هذا المجتمع المظلوم، الذي نتغنى ونفتخر دائماً، بتماسكه ومحافظته على سمو الأخلاق، ما علينا، مصطلح (التحرّش) بات، يُطارد مجتمعنا، ولا يكاد ينفك عنه، وذلك من خلال، بوابة الإعلام بمختلف وسائله، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي أضحت مرتعاً خصباً، لحبْك القصص، وتفخيمها، لتكسب الحقيقة، مع قادم الأيام عند البعض، لنقف على ماهية هذا (التحرش) وأصل هذه الكلمة، ومدلولها، في قاموس المعاني، لهذه الكلمة الموحشة، مدلولات عدة، تأخذ حكماً واحداً، فتحرّش به: تعرض له ليهيّجه، و(حَ رَ شَ) مصدر ( تحرّش) مِنْ، أراد التحرّش به، يعني استفزازه، وإثارة حفيظته، ومنها، التحرش الجنسي، ومنه إثارة المرأة، وإغراؤها، للإيقاع بها جنسياً، ومن خلال هذه المدلولات الموجزة، نخرج بمحصّلة واحدة، مفادها أن التحرّش يُقصد به الإيذاء، قولاً واحداً، يَكتسب القطعية، طيب والحالة تلك، تعالوا لنلقي الضوء على ما يجري داخل مجتمعنا هذه الأيام، قطعاّ، ضد من يُضخّم الأمور ويخلق من الحبّة قبّة، ويُوغل ويستغرق فيها، لمجرد حادثة أو حادثتين غير سويتين، كل الدنيا حوادث، وكل المجتمعات، تعاني من مشاكل، وليس ثمّة مدينة تحاكي مدينة أفلاطون الفاضلة، مع أن الأخيرة، لم تثبت أصلاً، ولا تعدو، خيال في خيال، البعض هدانا الله وإياه، أراه يُصور مجتمعنا، مجتمعاً وحشياً، يوم أن كرّس فيه ما يسمى بالتحرش، لمجرد قبْلة عاطفية، حدثت عرضاً لطفل أو طفلة، بهدف المداعبة أو الملاطفة، ليس إلا! حتى نشأ لدينا، اضطراب في المعايير، تجد نفسك محرجاً أمام أبناء جيرانك وأصدقائك، تخشى أن تبدي لهم تعاطفك من خلال مداعبة بريئة، توقعك بمنزلق، ابتدعه البعض من المحامين، الذين وسّعوا دائرة ما أسموه بالتحرّش، لحاجة في نفوسهم، تلحظ ركضهم من خلال مطالبتهم بسن قانون، يُجرّم ما يحلو لهم تسميته بالتحرّش، نعم مثل هذه السلوكيات، موجودة في مجتمعنا، لكن ليست بالشكل القبيح، الذي يصوره البعض، وهي موجودة كذلك في كل مجتمعات الدنيا، وخاصة التي لا تدين بالإسلام، ولا تحكمها فضائله، مع أنها، تُوغل في سن القوانين الصارمة، لمكافحة ما يمى بالتحرش، لكنها تسمح به في صور مقلوبة، قالبها التراضي بين الطرفين، المتحرش والمتحرش به، ونحن باعتبارنا مسلمين، وندين بالإسلام، منهجاً وشريعة، نجد فيه، ما يغنينا عمّا يطالب به هؤلاء المحامون ويزعجوننا فيه، ولكن ديننا وشريعتنا، خلوا من طرق مكافحته، شريعتنا شريعة جاءت كاملة، صالحة لكل زمان ومكان، لم تدع صغيرة ولا كبيرة، إلا أحصتها وحصّنتها، فقط نحن المخلّون، الخلل فينا، وليس في ديننا، حتى نبحث عن قوانين وضعية، أو ما نسميه، بتقنين الأحكام الشرعية، مكارم الأخلاق التي حثّ عليها ديننا الحنيف، كفيلة جداً بالقضاء على كل أنواع الإيذاء، متى ما التزمنا فيها وفي روحها، وأدركنا قدسيتها، لا ما يجري وما يحدث من البعض، وخاصة المحامين، ليس له ما يبرره إطلاقاً، بل أجده مبررا قويا للغير، وخاصة لمن لا يدين بهذا الدين العظيم، بأن يصف مجتمعنا، بالمجتمع الوحشي المتحرّش، هذه جزئية خطيرة جداً، تنفر منها النفوس العاقلة، لم نعهدها من قبل، إذاً، ما الذي حدث؟ إعلام يُكرّس مثل هذه الحوادث البسيطة، ومحامون وجدوا الفرصة لهم، مهيأة لحقن المجتمع وتخويفه، ليلجأ لهم، ذوو المجني عليه بفهمهم، وتبدأ شطارتهم، ولعبتهم، التي يحققون جراءها، ما يلبي حاجاتهم، يكفيك متابعة بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لتحكم على مجريات مثل هذه الدعاوى الهشة، كلمة (التحرّش) يكفي وحشيتها، من لفظتها، استساغها المحامون بشكل غير طبيعي، ليسترزقوا من ورائها الشيء الكثير، باتت هي مصدر رزقهم وزادهم في نظرهم، ولا يهمهم، قيمة المجتمع وقدسيته، هذا ليس موجوداً في أجندتهم، غيرتنا على وطننا، وغيرتنا على مجتمعنا، يحتم علينا، قول الحق، التحرش ليس ظاهرة كما يتصوّرها، ويصوّرها، هؤلاء المحامون، هم يحاولون تكريسها في المجتمع، ليخوّفوه، ويحدثوا فيه القلاقل النفسية، ومن خلال هذا المقال، احذر من بعض المحامين، الذين نراهم، لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، يُشرّقون ويُغرّبون، بحثاً عن قضايا، تخدم أجندتهم المالية، بدليل مجاراتهم للصيدليات، والرقاة، ومفسري الأحلام، والأطباء النفسيين، المنتشرون في بقاعنا، لسان حالهم يقول، لسنا أقلّ من هذه النوعية، لكن مما يُحمد لمجتمعنا، أنه لا يزال متماسكاً، ومتحلياً بأخلاق دينه الفاضلة، نابذاً، ونافراً، لسيئ الأقوال والأخلاق، مما يعني، أن ترهات بعض هؤلاء المحامين، لن تنطلي عليه، ولن تجد القبول عنده، ويعي ألاعيبهم، وأمثالهفي مختلف الاتجاهات، نعم للتوعية في البيت، والمدرسة، والمسجد، والشارع، والإعلام، بوسائله التقليدية والجديدة، بأضرار ومخاطر كل السلوكيات الشائنة، المنافية، لفضائل الأخلاق وأحسنها...ودمتم بخير.