كم أشفق على حال المطربين العرب المغمورين في برنامج (أحلى صوت) الذي تقدّمه قناة Mbc اقتباسًا من البرنامج الأمريكي (The voice)، لأنهم يُغنّون فيه أمام مطربين مشهورين، وجالسين على مقاعد ومديرين ظهورهم إليهم، في محاولة لاكتساب إعجابهم بغنائهم، كي يلتفتوا إليهم بوجوههم، ويضيفوهم إلى مجموعاتهم التدريبية لإكسابهم الخبرة، فالشهرة والعقود الغنائية الجزيلة، ثمّ بعد ذلك لا يلتفت أحدٌ إليهم ليخرجوا من مسرح البرنامج صفر اليدين، مُبتئسين وحزينين!. ليت هؤلاء المطربين المغمورين اهتمّوا بمواهبهم الأخرى غير الغناء، فلا طائل من هذا الأخير سوى "لهو الحديث"، وإضافة مطربٍ آخرٍ للأمّة العربية يزيدها تدهورًا وتخلُّفًا بدلاً من المجد والرفعة!. والشاهد هو أنني أتخيّل المواطن العربي مثل المطربين العرب المغمورين، في برنامج خيالي اسمه (أقبح مشكلة)، فيقف أمام بعض المسؤولين العرب، وهم مديرين ظهورهم إليه، ليتحدّث إليهم عن مشكلاته، فإن تعاطفوا معه التفتوا إليه بوجوههم وحلّوا مشكلاته العويصة، وإلاّ خرج من مسرح البرنامج مبتئسًا حزينًا!. هلمّ معي نشاهد البرنامج: موسيقى.. 4..3..2..1.. يطلّ مواطن عربي في المسرح ويخاطب بعض المسؤولين العرب المديرين ظهورهم: أنا أحمل شهادة عالية لكني عاطل، فلا يلتف مسؤول، فيخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. مواطن آخر: أنا أمّيّ وجاهل، فلا يلتفت مسؤول، ويخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. مواطن آخر: لقد أرهقني الخريف العربي، وأريد أمنًا واستقرارًا، فلا يلتفت مسؤول ويخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. مواطن آخر: أنا أعاني من صراع المذاهب، فلا يلتفت مسؤول، ويخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. مواطن آخر: أين الصناعة العربية والبحث العلمي؟ فلا يلتفت مسؤول، ويخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. مواطن آخر: أطالب بالوحدة الاقتصادية العربية، فلا يلتفت مسؤول، ويخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. مواطن آخر: ممكن ندافع عن بعض من أخطار الغير باسم الدفاع العربي المشترك وتفعيلاً له؟ فلا يلتفت مسؤول، ويخرج المواطن مبتئسًا حزينًا!. وهكذا حتى تنتهي حلقة البرنامج، فيلتفت هؤلاء المسؤولون العرب ليقولوا لبعضهم البعض: لم نسمع مشكلة قبيحة كي نلتفت بوجوهنا نحو المواطن العربي لحلّها، يبدو أنّ العالم العربي يعيش بدون مشكلات!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :