دعت «لجنة القدس» في مراكش في اختتام دورتها العشرين، إلى إشراك رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية وتنظيم تبرعات شعبية، لمصلحة «بيت مال القدس الشريف»، لمساعدة السكان المقدسيّين في التغلب على صعوباتهم الاجتماعية والمعيشية في ظل الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية. وتقرّر أن تكون المساهمات القطرية للدول الأعضاء إلزامية على أساس الحجم الاقتصادي لكل بلد (في شكل اختياري)، وستُدرج الحصص المالية في موازنة «بيت وكالة بيت مال القدس» ومقرها الرباط، وهي تتولى تمويل المشاريع المختلفة في المدينة المحتلة، خصوصاً في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والرياضة والرعاية الاجتماعية للأطفال واليتامى والأرامل والعجزة. وتُعتبر الوكالة التي تأسست عام 1998، الأداة المؤسساتية للمنظمة والذراع التنفيذية التي تعتمد عليها لجنة القدس في الاضطلاع بالمهمات الموكلة إليها، في متابعة تنفيذ قراراتها القاضية بالحفاظ على التراث الحضاري للمدينة المقدسة. وكانت لجنة القدس تأسست في مدينة فاس عام 1978. وأعلنت مصادر شاركت في المؤتمر لـ «الحياة»، بأن «النهوض الاجتماعي والثقافي بسكان القدس وحماية ممتلكاتهم ومصادر عيشهم تشكل أولوية إستراتيجية في هذه المرحلة الصعبة لتعزيز صمود السكان ومنع تهجريهم». وأكدت ضرورة «الوقوف في وجه الاستيطان المموّل من تبرعات خارجية بعشرات ملايين الدولارات، بمواجهته بتمويلات عربية وإسلامية موازية، وإشراك الإعلام بالتعريف عن تاريخ القدس وتراثه». وحددت «وكالة بيت مال القدس» خطة عمل تمتد حتى عام 2018، تشمل مشاريع سكنية واجتماعية وتربوية منها ترميم مساكن قائمة وشراء عقارات جديدة، والنهوض بالتنمية البشرية ومحاربة الفقر وتشجيع النشاطات المدرّة للدخل لضمان كرامة سكان القدس. وكانت الوكالة أنفقت نحو 30 مليون دولار حتى نهاية العام الماضي، معظمها مساهمات مغربية خصص منها مبلغ 6.7 مليون دولار للتربية والتعليم، مثل بناء مدارس «صلاح الدين الأيوبي» و»الحسن الثاني» و»المسيرة» ومعهد للأطفال في بيت حنينا، فضلاً عن مدرسة «النهضة» في البلدة القديمة، وتوسيع «الكلية الإبراهيمية». كما أُنفق 3.6 مليون دولار على قطاع المرأة والطفولة والشباب والرياضة، وتنظيم مخيمات صيفية في المغرب لمصلحة الأطفال المقدسيين. واستثمرت الوكالة 4.7 مليون دولار على مشاريع صحية، مثل مركز الطوارئ في المسجد الأقصى، ومستشفى المقاصد الإسلامية، و»مار يوسف» وتجهيزها بمعدات حديثة للأشعة والجراحة وطب العيون. واشترت «وكالة بين مال القدس» عقارات في «بيت المغرب» ومنحت هبات ومساعدات مالية لإعادة بناء منازل للسكان الفقراء وترميمها، لتأمين العيش الكريم للمقدسيّين وتحسين جودة الخدمات لهم، والحفاظ على التراث المعماري والحضاري للقدس الشرقية واعتبارها عاصمة للثقافة الإسلامية. وأشارت المصادر إلى أن الوكالة تدرس مع ممثلي السكان والدولة الفلسطينية حاجات السكان للفترة المقبلة، المتوقع أن تتضاعف فيها مساهمات الدول الأعضاء في لجنة القدس.