دارمشتات (ألمانيا) ـ لندن: «الشرق الأوسط» من المنتظر أن يتوصل البحث الذي تجريه وكالة الفضاء الأوروبية منذ عقد لوضع مركبة فضائية (روبوت) على سطح مذنب، إلى حدث رئيس أمس عندما يرسل مسبار روزيتا إشارة إلى الأرض بعد عامين من السبات العميق. وتعد إعادة التفعيل الأوتوماتيكية لـ«روزيتا» بداية المرحلة النهائية للمحاولة. ومن المتوقع أن تتصل المركبة الملحقة بالمسبار الفضائي بالمذنب «67 بي-تشوريموف - جريازيمنكو» في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ورغم أنه من المتوقع انتهاء مرحلة السبات العميق للمسبار، التي جرت توفيرا للطاقة قبل ثلاث سنوات تقريبا، فإن خبراء وكالة الفضاء الأوروبية قالوا إنه من المرجح أن تتم في وقت متأخر من يوم أمس قبل تلقيهم الإشارة. وعندما تستفيق «روزيتا»، يستفيق معها 21 جهازا. باولو فيري، يقول: «بعد أسابيع، سنكون على مسافة تمكننا من تشغيل المنظار الأكثر قوة لتحديد مكان المذنب، وهذا سيمكننا من تحديد الهدف في عمليات التوجيه». ويوجد المسبار حاليا على بعد نحو 800 مليون كيلومتر من الأرض، مما يعني أنه بمجرد إرسال «روزيتا» إشارته، فسوف تستغرق 45 دقيقة للوصول إلى مقر وكالة الفضاء الأوروبية. وترمي المهمة الفضائية التي أطلقت عام 2004 إلى جمع بيانات بشأن المذنب من شأنها إلقاء الضوء على خلق النظام الشمسي قبل 6.4 مليار عام. وسيكون «روزيتا» أول مسبار يراقب تصرف المذنب لدى اقترابه من الشمس، وهو سيرسل جهازا يعمل على رسم خريطة سطح المذنب ونشاطه. وفي نوفمبر، سيكون المسبار «روزيتا» أول بعثة تحط على سطح المذنب، عبر جهاز الهبوط (فيلاي)، الذي سيدرس تكوين المذنب، مما سيساعد العلماء على فهم أصول وتطور النظام الشمسي. ووكالة الفضاء الأوروبية (European Space Agency) هي وكالة تطور برامج التعاون الفضائي بين دول أوروبا الغربية. وقد أنشئت في 30 مايو (أيار) 1975 باندماج منظمة تطوير إطلاق الصواريخ الأوروبية ومنظمة أبحاث الفضاء الأوروبية التي أنشئت عام 1962. تتمتع بعضوية المنظمة كل من النمسا وبلجيكا والمغرب (عضو دائم بموجب اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي في شهر أكتوبر «تشرين الأول» 2008) الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وآيرلندا وإيطاليا وهولندا، والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة. أما كندا وفنلندا، فهما عضوان مشاركان. وتجمع الوكالة بين أجزاء من برامج الفضاء للدول الأعضاء بها. ولها مجلس يتكون من ممثلي الدول الأعضاء. وفيها مدير عام يمثل مصالح الوكالة نفسها. ويجب أن يوافق المجلس على جميع برامج الوكالة.