×
محافظة مكة المكرمة

مدني جدة يخمد حريق البغدادية ويرفع أنقاض مبنى الأندلس

صورة الخبر

واشنطن: محمد علي صالح اشتكى فرانك واشنطن، مهندس الكومبيوتر، من أمه، وقال: «عندما كنت صغيرا، كانت أمي تقول إنني لا أسمع كلامها. الآن، هي لا تسمع كلامي. قلت لها ألف مرة ألا تغير كلمة السر في التليفون الذكي (أي فون) الذي كان هديتي لها في الكريسماس. آخر مرة قالت لي: التليفون نفسه طلب مني أن أغير كلمة السر». هذا مثال لمعضلة الأميركيين مع التليفون الذكي، وهم الذين اخترعوه. ويبدو أنهم سيواجهون مزيدا من المعضلات. في الأسبوع الماضي، عقد في لاس فيغاس (ولاية نيفادا) المؤتمر السنوي لآخر الاختراعات الإلكترونية. ومن الاختراعات الجديدة: تليفون ذكي يقيس درجة حرارة صاحبه، ودقات قلبه، ويرسلها إلى طبيبه. وتليفون ذكي يدير طائرات «درون» (من دون طيار). اشتهرت هذه بسبب استعمال القوات الأميركية لها في الحرب ضد الإرهاب. لكن، أخيرا، صارت تستعمل داخل الولايات المتحدة بواسطة الشرطة، وشركات النقل الخفيف. وأيضا، يشتري الناس أنواعا مصغرة منها. وأخيرا، أوضح استطلاع أجراه مركز «غالوب» أن 62 في المائة من الأميركيين يملكون تليفونات ذكية. وقالت نسبة كبيرة منهم إن التليفون الذكي «صعب، ومعقد، ويخيف». وقالت نسبة أقل إنها، اضطرارا، صارت تستعمل فقط كاميرا التليفون الذكي، أو لمعرفة الطقس. وذلك بالضغط على صورة الطقس، أو صورة الكاميرا (إذا لم يضغطوا بالصدفة على علامات أخرى تدخلهم في متاهات لا يقدرون على الخروج منها). حتى هؤلاء، يتوهون أحيانا. مثل جنيفر، في بولتيمور (ولاية ماريلاند) التي حيرتها حتى الكاميرا، لم تقدر على أن تحول الكاميرا لتلتقط صور غيرها، وليست فقط صورها هي. وعندما اتصلت بشركة التليفونات، رفضت أن تعطيهم اسمها كاملا، خوفا من الحرج. وكررت: «صورت نفسي مائة مرة، حتى كرهت نفسي». وحسب استطلاع أجراه مركز «بيو»، قالت نسبة 81 في المائة من مستخدمي التليفون الذكي إنهم يقدرون على إرسال «تكست» (رسائل نصية). وتعد هذه من بين أسهل الوظائف، لأنها تتطلب، فقط، قدرة إملائية أساسية، وقدرة على الطباعة. لكن، قال نصف الأميركيين فقط إنهم يقدرون على تحميل «آبز» (تطبيقات)، أو إرسال، أو قراءة البريد الإلكتروني في تليفوناتهم الذكية. وأوضح الاستطلاع أن النساء أقل قدرة من الرجال على تحميل التطبيقات. لكنهن، أكثر تهذيبا من الرجال، بمقدار الضعف، في الاعتراض على استعمال التليفون خلال غداء عمل، أو خلال حديث رسمي. وأوضحت دراسة أجراها مركز «هاريس» أن أغلبية الأميركيين لا تستعمل ميزات كثيرة، وجديدة، في التليفون الذكي، مثل: شراء تذاكر السينما، والوصول إلى بطاقة صعود الطائرة، بل وحتى حجز مقعد في طائرة، رغم أن هذه الخدمات متوفرة جدا. ونقل مايكل روزينبولد، صحافي في صحيفة «واشنطن بوست» (هو الذي قص قصة مهندس الكومبيوتر وأمه) على لسان خبراء في علم جديد اسمه «كوميونيكيشان سيكولوجي» (علم النفس الاتصالي)، أن الناس الذين يواجهون مشاكل مع التليفون الذكي نوعان: أولا، الذين لا يعرفون. ثانيا، الذين لا يريدون أن يعرفوا. ولهذا، قال هؤلاء الخبراء، إنه ليست سهلة معرفة حقيقة المشاكل التي يواجهها الذين يستعملون التليفونات الذكية. وربما لا يراها البعض مشاكل أصلا، مما يحير هؤلاء الخبراء. وقال هؤلاء إن أكثر المشاكل هي وسط «ديجيتال إيميغرانتز» (المهاجرين الرقميين). هؤلاء هم الجيل الأول الذي هاجر إلى هنا. وهو عكس «ديجيتال نيتفز» (أهل البلد الرقميين) الذين ولدوا وتربوا مع الكومبيوتر والتليفون الذكي. تعلق هؤلاء الأوائل بتليفونات «بلاكبيري» لأنها سهلة الاستعمال بالمقارنة مع غيرها. لكن، لسوء حظهم، أفلست شركة «بلاكبيري»، واشترتها شركة أخرى حولتها إلى تليفونات ذكية لتكون مثل تليفونات «أي فون» و«سامسونغ». يخاف بعض هؤلاء المهاجرين الجدد، ليس فقط من شرطة أميركا، ولكن، أسوأ من ذلك، من تليفونات أميركا، لاعتقادهم أنها ليست إلا «مؤامرة» من الشرطة تتابعهم داخل منازلهم. ويعتقد آخرون أن التليفون الذكي يمكن أن ينفجر، ليس لأن في داخله قنبلة، ولكن لأنه ربما «يغضب» من الذين لا يعرفون استعماله. وقال جيف جونسون، خبير كومبيوتر، إن أساس المشكلة هو أن الذين يخترعون التكنولوجيات الجديدة في التليفون الذكي لا يفكرون مثل الذين يستعملونها. وقال: «وضع خبير في تطوير تليفون (أندرويد) شعارا هو: (لتكن الحياة سهلة، لتكن ممتعة، لتكن مثيرة)». كيف يكون استعمال التليفون الذكي «مثيرا»؟ وما هي «الإثارة التليفونية»؟ ولماذا لا يكون «مفيدا فقط»؟ وأضاف جونسون أنه، لهذا، صار التليفون الذكي أذكى من صاحبه. وقال: «لكن، ليس هذا جديدا في تاريخ الكومبيوتر. دائما، تعمد مخترعوه اختراع ما لا يقدرون هم على عمله، بداية بالعمليات الحسابية. لهذا، قبل عشرين سنة، صار الكومبيوتر الشخصي أكثر مؤهلات مما يحتاج لها صاحبه. والآن، صار التليفون الذكي كذلك».