قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، إن مرحلة التخطيط السياحي انقضت، وبدأت مرحلة المشاريع. مؤكدا أن العام الجاري سيشهد تحولات كبرى في صناعة السياحة الوطنية. وتوقع الأمير سلطان، خلال كلمته التي ألقاها أمس في منتدى التنافسية الدولي السابع، أن تبدأ الشركة الوطنية القابضة للسياحة عملها لتهيئة البنى التحتية للمواقع السياحية في المناطق، وتقديمها للمستثمرين، إلى جانب برنامج تمويل السياحة. ووصف ما صدر أخيرا من الدولة، من قرارات لدعم السياحة والتراث الوطني، بـ "تتويج لعمل تراكمي منظم عبر سنوات"، مضيفا أن هذا العمل "يمثل أساسا لكل إنجاز مستقبلي في هذا القطاع". الامير سلطان بن سلمان ود. أحمد السالم وكيل وزارة الداخلية. تصوير: عبد الله الشيخي-«الاقتصادية» وقال: "نعمل على إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية للاقتصاد الوطني، ومن ذلك تهيئة القطاع السياحي في السعودية"، مضيفا أن التنافسية تبنى على "تجمعنا التاريخي الكبير، واعتزازنا بديننا"، وهي "امتداد لتنافسية المملكة في الماضي". وأبدى رئيس هيئة السياحة سعادته بالقرارات الصادرة من الدولة، وأهمها مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري، ودعم الهيئة ماديا وبشريا لتقوم بمهامها المكلفة بها. وأشار إلى "الإقبال من جميع المواطنين على السياحة الوطنية"، التي اعتبرها "أحد القطاعات المهمة المولدة لفرص العمل، ولها أثر اقتصادي وتنموي كبيرا. وقال الأمير سلطان: "ما يُقال، إن المواطن السعودي غير جاد في العمل، إجحاف بحق المواطن، الذي أثبت عبر الأزمات أنه ملازم للتميز ومداوم على الإنجاز". وأكد أن "المواطن السعودي المضياف" أهم مقومات التنافسية للاقتصاد السعودي بشكل عام، وللقطاع السياحي بشكل خاص. وأكد امتلاك المملكة المقومات التي تصنع منها "بيئة تنافسية في شتى القطاعات"، ومنها الموقع الجغرافي الذي يعود إلى آلاف السنين، حيث تؤكد عمليات التنقيب الأثرية المكانة الجغرافية والتاريخية للمملكة على مستوى العالم، وفقا لقوله. وأشار إلى دور الاستثمارات الكبيرة التي تضخها الدولة في جميع القطاعات، التي وفرت بنية تحتية على مستوى عال في كل المجالات، واستفاد منها القطاع السياحي بدرجة كبيرة. وقال: "الأمن والاستقرار اللذان تنعم بهما المملكة أساس وجود البيئة التنافسية المتميزة التي تعيشها". وأضاف: "الدولة تقدم اليوم مبادرات لتهيئة مواقع سياحية، والقطاع الخاص يبادر إليها، والمجتمع المحلي يتطلع إلى تهيئة وتطوير هذه المواقع". وأشاد بـ "الخطوات الجريئة" التي اتخذتها السعودية لإعادة تشكيل الاقتصاد الوطني، وتهيئة القطاع السياحي، ليكون منافساً في جذب المواطنين لإبقائهم في بلادهم. وقال: "تنافسية السياحة في المملكة تقوم على عدد من المزايا، الطبيعية والتراثية، وميزة التنوع الثقافي بين السكان، وكرم الضيافة المشهود، واستعدادهم لقبول التحديات للعمل في القطاعات التنموية الجديدة". واعتبر استثمارات الدولة الجديدة، وجهودها في تطوير البنية التحتية، مثل المطارات والطرق واستراحات الطرق، "مزايا إضافية تعزز من تنافسية القطاع". وأكد الأمير سلطان، أن المبدأ الذي قامت عليه هيئة السياحة منذ تأسيسها قبل 13 عاما، هو "الشراكة بشكل كامل مع جميع الشركاء، من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية". وذكر، أن استراتيجية التنمية السياحية الوطنية أعادت تنظيم القطاع بالكامل، وتشمل: إعادة تنظيم قطاعات الإيواء السياحي، التراث الثقافي، المعارض والمؤتمرات، الحرف والتراث والصناعات التقليدية، التراث العمراني، عمليات التنقيب عن الآثار، إنشاء قطاعات الخدمات السياحية، تطوير مسارات التراخيص للخدمات وتحفيز نموها. وأيضا: بناء قواعد المعلومات والإحصاءات الموثقة، إعادة تشكيل الخطاب الإعلامي وبناء الشراكة، تطوير العلاقة مع القطاع الخاص لتحفيز الاستثمار والتمويل وإنشاء الشركات السياحية، تطوير منظومة مؤسسات التدريب الأكاديمي والمهني، تنفيذ برنامج وطني لتهيئة المواطنين للعمل في مجالات السياحة. وأوضح رئيس هيئة السياحة، أن القطاع أصبح الثاني في نسبة سعودة الوظائف في السعودية، وسيصبح الأول قريبا إذا توافرت فرص التحفيز المناسبة. وذكر، أن عدد العاملين في القطاع بلغ 751 ألف عامل حتى 2012م، وتبلغ نسبة المواطنين العاملين في القطاع 27 في المائة.