بعضهم يتوقع انه بمجرد امتلاكه قناة فضائية يستطيع ان يدير العالم كيفما يريد، من منطلق مفهوم واحد يبني استراتيجيته، والمعتمدة بنظره على سذاجة المواطن السعودي وتلهفه لاي قناة تتجاوز الخطوط الحمراء سواء بالسياسة او حتى بالبرامج المتخمة بالاباحية! وجدي غزاوي حالة مثيرة للشفقة، تلاعب على وتر المشاعر الدينية الفياضة وانشأ قناة فضائية باسم قناة الفجر الفضائية، اخونا توقع ان استغلاله لكتاب الله بالترويج لقناته سيكون طريقه المفروش بالورود نحو الملايين من الريالات، توقع انه اسلوب مجد عندما أخذ ينادي بداية إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لانقاذ قناته من الاغلاق بمقابل دفع الملايين لاستمرارها، كانت دعوته واستجداؤه طريفين جدا، وغير مقبولين اعلامياً. غزاوي وامثاله يعيشون في عالم آخر، يتوقعون انهم مؤثرون في تغيير المجتمع وتأليبه متى ما تضررت مصالحهم، الوعي لم يعد كما كان، المجتمع الذي يتوقعون انهم يعرفونه تغير كثيرا، الكل يعي ما حوله ويفهم ما يدور في فلكه، ومن المحزن ان تصل الامور إلى وجدي غزاوي ما وصلت اليه من ديون بالملايين، واخيرا ما حصل بعد محاكمته الاخيرة كشف الامور المثيرة من دعم خارجي لقناته واستغلاله للاسف ضد وطنه. اطرف امر في دراما وجدي غزاوي انني شاهدت لقاء له مع الشيخ عايض القرني، تم مونتاجه بطريقة احترافية للتركيز فقط على مدح القرني غزاوي والاشادة به بشكل غير مسبوق، ولمدة تجاوزت تقريبا الخمس الدقائق، وان ظهور القرني على قناته لم يكن بمقابل مادي او اي علاقة مادية اخرى بطريقة مباشرة او غير مباشرة، الى هنا والامر قد يكون نوعا ما عاديا..!! ولكن الطرافة الدرامية بالامر هو انعكاس السحر على الساحر، حيث وجدنا ان الامر مثير بالفعل بعلاقة القرني مع غزاوي، بعد مطالبة محامي مكتبة العبيكان وجدي غزاوي بمبلغ 700 ألف ريال قيمة كمية من كتاب للشيخ عايض القرني اسمه (التفسير الميسر)، حيث اتفق القرني مع غزاوي ان يبيع نسخة الكتاب ب 60 ريالا بحيث يحصل وجدي غزاوي على 23 ريالا من كل كتاب لدعم قناة الفجر، ولكن غزاوي لم يسدد قيمة الكتب للقرني والعبيكان!! السؤال بماذا سيمدح القرني مرة اخرى غزاوي بعد ال 700 ألف ريال، وكيف استطاع غزاوي ان يستغل مشروعاً اعلامياً خاصاً بكتاب الله لممارسة عمليات غير مشروعة حسب المطالبات عليه التي وصلت الى اكثر من 22 مليون ريال، أمر مخجل في استغلال القرآن الكريم للبحث عن الملايين بأي طريقة كانت، واستغلال التدين والدين لتحقيق مصالح شخصية، وللاسف الامثلة في هذا المجال كثيرة، ويوجد حولنا كثير من هذه النوعية التي لا يهمها الا مصلحتها واستغلال سذاجة بعضهم وطيبتهم لتحقيق مآرب أخرى!.