مع انطلاقة موسم الإجازة هذه الأيام تشهد المساجد والمآثر التاريخية بالمدينة المنورة توافد أعداد كبيرة من ضيوف الرحمن الذين يزورون المسجد النبوي الشريف والمدينة المنورة خاصة معالم مثل مقبرة البقيع القريبة من المسجد النبوي والمشهورة منذ العهد النبوي والتي تضم زوجات وأبناء الرسول صلى الله عليه وسلم إضافة إلى رفات عشرة آلاف صحابي يتوافد الآلاف لزيارتها والدعاء لهم والترحم عليهم. ويختتم كثير من الزوار زيارتهم للمدينة المنورة بزيارة المزارات التاريخية التي تشهد إقبالا من قبل جميع الزوار خلال فترة إقامتهم وتمثل ساعات الصباح الأولى وآخر النهار الفترة المثالية لارتيادها، وفي ترتيب المواقع يأتي مسجد قباء وشهداء أحد ومسجد القبلتين والمساجد السبعة في مقدمة قائمة لعدد من المواقع التاريخية التي تزخر بها المدينة المنورة، ورغم قيام أصحاب الحملات بتنظيم رحلات منتظمة لزيارة تلك المواقع إلا أن الجميع يحرصون على التواجد في تلك المواقع وزيارتها والتقاط الصور التذكارية لها. ويشهد قطاع الرحلات السياحية الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار إقبالا في مجال تنظيم رحلات زيارة المساجد والمواقع التاريخية التي يحرص الزوار للتعرف على المزيد من المعلومات عنها، وتشمل مساجد قباء، القبلتين، الجمعة، شهداء أحد وغزوة الخندق وربطها بتحقيق حلمهم بزيارة المدينة المنورة، إضافة لقيام فرع الهيئة العامة للسياحة بالمدينة بالترخيص للمرشدين وطباعة مجموعة من الأدلة والمسارات التي تسهم في التعريف بالمواقع التاريخية والأثرية. وإلى ذلك، أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المدينة المنورة الدكتور يوسف حمزة المزيني، أن هيئة السياحة تولى اهتماما كبيرا بالمناطق التاريخية والأثرية في المدينة المنورة، لافتا إلى أن تصميم شعار سياحة في المنطقة الذي يجسد بعض ملامح المنطقة الجغرافية والتراثية، خليط من مجموعة رسوم ترمز لمنظومة مقومات السياحة ومستوحي بشكل خاص من النخلة كأحد المقومات الزراعية والاقتصادية لمنطقة المدينة المنورة ورمز لها، وكذلك على تنوع المقومات السياحية في المنطقة والمدينة المنورة بمكانتها الدينية وما تزخر به من مواقع التاريخ الإسلامي، والمواقع الأثرية إضافة إلى المواقع الطبيعية، وما تزخر به من التراث العمراني، مضيفا أن إطلاق الهوية السياحية للمدينة المنورة يدل على تبلور الشخصية المميزة للسياحة وأن الهيئة تعتنى بالمواقع التاريخية من خلال (برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي) الذي يجسد توجيهات المقام السامي بالعناية والاهتمام بتاريخنا الإسلامي المجيد، وبإعطاء عناية خاصة بمواقع التاريخ الإسلامي، خاصة المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية والخلفاء الراشدين، وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بهذه الحقبة العظيمة ودراستها، بهدف المحافظة عليها وتوظيفها للفائدة العلمية والثقافية، وتهيئتها لتكون مواقع للتوعية والتعريف بأهمية هذه المواقع بالطرق الصحيحة ومعايشة التاريخ الإسلامي الذي تشْرف هذه البلاد أن أرضها كانت مسرحا لانطلاقته إلى العالم، وذلك بمتابعة من رئيس هيئة السياحة صاحب المسو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وأمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان.