×
محافظة المدينة المنورة

إنشاء 57 مركزا للرعاية الصحية بالمدينة خلال عامين

صورة الخبر

بعد ثبوت سرقته لأحد الكتب وسحب كتابه المسروق من الأسواق وإلزامه بتعويض المؤلفة الأصلية ها هو الشيخ (العالم) يواجه قضية جديدة تتعلق بحقوق الملكية الفكرية حيث اتهمه ابن مؤلف كتاب (صور من حياة الصحابة) بنقل نصوص حرفية من كتاب والده في برنامج إذاعي من إعداد وتقديم الشيخ؛ أي أن الشيخ ذهب إلى المكتبة واشترى الكتاب الشهير ثم ذهب إلى الإذاعة وفتح الكتاب وبدأ يقرأ منه وأجهزة التسجيل تسجل والناس يستمعون إلى البرنامج ويقولون: (ما شاء الله تبارك الله ما أغزر علم هذا الشيخ)!. قد يتساءل بعضكم: ما الذي يدفع الشيخ الشهير إلى السرقة الأدبية وهو غير محتاج لذلك؟، خصوصا أن بعض السرقات مكشوفة أكثر مما ينبغي، أظن أنني أملك الإجابة على هذا السؤال العميق فقد قضيت ثلاث دقائق ونصف في التفكير بمثل هذه الحادثة العجيبة، أولا: شيخنا وعالمنا وداعيتنا لا يرى في النقل الحرفي أي مشكلة فهو من مدرسة تعودت على النقل الحرفي ولا تشترط الفهم والاستنتاج والإضافة، ثانيا: هو يمثل تيار خصخصة الدعوة الذي يعتمد على نجومية الشيخ أكثر من علمه الغزير؛ فالناس يقبلون على الاسم اللامع أكثر من المحتوى، ثالثا: الخصخصة تعتمد دائما على تنويع المنتجات للمستهلكين بغرض زيادة الأرباح لذلك تحول الشيخ إلى ماكينة هادرة تنتج البرامج التلفزيونية والإذاعية والكتب والندوات والمحاضرات وهو جهد جبار يصعب أن يقوم به رجل واحد لذلك لا بد من الاستعانة بفريق من المساعدين لزيادة خطوط الإنتاج!. ولأن الوقت من ذهب بل من ملايين الريالات فإن المكائن تعمل بأقصى طاقتها فلا يصبح هناك فرصة للتمويه من خلال إضافة سطر أو سطرين بل يتم النقل حرفيا دون أدنى حاجة لذكر المصدر، وهكذا غرق العلم والفكر في بحر السوق الاستهلاكية، فحين يريد الشيخ أن يتحدث عن بر الوالدين مثلا فهو لا يبذل أي جهد بحثي أو فكري ولا يسعى لتحقيق أي إضافة من أي نوع لوضع بصمته على العمل العلمي أو الإعلامي أو الدعوي الذي بين يديه فهو يدخل الميدان باسمه التجاري لذلك يقوم بـ(لطش) أي بحث أو كتاب قضى صاحبه ليالي طوالا من أجل تأليفه دون أن يشير إليه من بعيد أو قريب وهو يدرك أن الناس لا يعترضون على أي كلام طيب بخصوص بر الوالدين حتى لو وجدوا أن الشيخ يتحدث في بديهيات يعرفونها منذ الطفولة!. وإذا أردنا الإنصاف فإن الشيخ (كوبي اند بست) ليس وحده الذي يركض وراء هذه العجلة الاقتصادية بالغة السرعة فثمة عدد لا بأس به من الدعاة الذين وقعوا في فخ خطوط الإنتاج، بعضهم حتى في تويتر الذي لا يحتاج أكثر من سطر واحد يطل فيه على متابعيه لا يملك الوقت لتسجيل أي إضافة تمثل شخصيته الفكرية والعلمية بل يواصل نقل كلمات بديهية متعارف عليها ولا يختلف عليها أحد ثم ينتقل بسرعة من تويتر إلى الوسيلة الأخرى سواء كانت تلفزيونا أو مطبعة أو إذاعة أو قاعة محاضرات لينقل أشياء أخرى دون ذكر المصدر الأصلي!. باختصار كان الشيخ يعمل في بداياته وفق معادلة (حج وبيع سبح) المتعارف عليها اجتماعيا فجاء السوق ليفرض عليه معادلة: (بيع سبح وحج) .. والسوق دائما يحكم!.