×
محافظة المدينة المنورة

الدكتور بليلة للتطوير والجودة والدكتور حال للدراسات العليا بطيبة

صورة الخبر

* الحوادث تقتلنا، وتحرمنا الحياة، وكم كتبنا عن معاناتنا مع السير بجنون، والسرعة والتهور، وعدم احترام أنظمة المرور، والتي حوّلت القيادة إلى معارك بل وأم المعارك، وهي معاناة حقيقية تحرم الوطن من أغلى ثرواته، وكيف لا والموت يقطف أرواح تُقدّر بمئات الألوف سنويًّا، حيث تفوّقت المملكة على كل دول العالم في أعداد قتلى الحوادث، وهي حقيقة صادمة ومؤلمة أن تفقد روحك وأغلى ما عندك هكذا بسبب تهور وجنون يحرق كبدك، ويتركك محزونًا أبد الدهر، ومَن يُعوّضك فقد غاليك، ومَن يشفي جرحك الكبير الذي خسرته في بناء إنسان كنت تأمل أن تجد فيه صوتك وشبابك وحياتك كلها، وهي مأساة كتبنا عنها كثيرًا برجاء أن تنهي متاعبنا مع القيادة التي أصبحت تفوق المعارك من العيار الثقيل، وهي حقيقة لا تحتاج أكثر من نظام مرور قاسٍ جدًّا يتم تطبيقه بحزم، هذا النظام الذي نتمنّى، ونأمل أن يصل للجرح ويعالج الألم، الذي تعيشه شوارعنا يوميًّا، ونتعامل معه بخوف شديد، ومَن يُصدِّق أنني أتوضأ قبل أن أركب سيارتي، وأودع أهلي وداع مقاتل ذاهب إلى معركة يعرف أن عودته ليست أكيدة، وأن سلامته في خطر، وأن حياته قد تنتهي في لحظة على يد متهور، أليس هذا هو الواقع الذي يفرض على الإدارة العامة للمرور التدخل والتحرك وبالسرعة القصوى؛ ومنح الصلاحية الكاملة لمدير مرور جدة ليتصرّف بكل ما يحفظ للمواطن فيها سلامته بدلاً من الوعود التي باتت تتكرر عن صدور نظام مروري جديد؟ والسؤال هو: أين هو النظام المروري الجديد؟! والذي بات حلمًا صعب المنال، هذا النظام الذي نريده فقط ليحفظ حياتنا ويحمينا من جنون البعض الذي بات يمشي على الأرض غير آبه لا بالحياة ولا بالأحياء..!! * أنا هنا أتحدّث عن مأزق حقيقي وعن تعب ليس فيه كذبًا ولا لعبًا، والحياة أثمن والموت مصيبة أكبر من أن تحتمل، نعم نحن في حاجة ماسّة لنظام يحفظ أرواحنا، ويحمي فلذات أكبادنا، وبكل أمانة أعرف جيدًا أن كثيرًا من الناس يكرهون ساهر، بل الأكيد أن سبب الكُرْه هو مضاعفة المخالفات، وفي هذا أنا مع كل الذين يكرهون "ساهر" في هذه الجزئية، لكني مع ساهر في حفظه النظام وحده من السرعة، وفي هذا منفعة عظيمة، وكيف لا وحماية أرواح الناس هو عمل إنساني، ومن أحيا نفس فكأنما أحيا الناس جميعًا، ومن يجرب الفقد يتمنى أن تُملأ الأرض كلها كاميرات ساهر لكيلا يموت غالٍ وتبكيه عيون أهله وأحبابه، وما أصعب الموت وحسرة الموت، خاصة حين يأتيك هكذا فجأة، وعلى يد متهوّر عابث ومجنون، يعتقد أن في السرعة حياة، وفي الخروج على النظام فروسية جديدة، ومن هنا أرفع لسعادة مدير مرور جدة سعادة العميد وصل الله الحربي هذا الرجاء مع الشكر لسعادته في متابعة كل شيء بنفسه، ومحاولاته الجادة في نشر رجال المرور في كل أنحاء جدة، ليفرض هيبة المرور بصرامة، ومن أجل ذلك فإني أتمنى عليه أن يتابع السير بعد منتصف الليل، والذي يُحوِّل جدة إلى ساحات ركض، ويرفع نسبة الخطر في القيادة إلى نسبة عالية، تلك هي آمالنا في الحياة الآمنة والسلامة المرورية، متمنين الدعم من الإدارة العامة للمرور لتطبيق النظام، والذي نريده يكون مع الناس ويحفظ أرواحهم ويحميهم بعقاب يردهم للصواب، دون أن يستنزف جيوبهم، فهل يتحقق ذلك ومتى يتحقق؟! * (خاتمة الهمزة).. متى أشعر أنني أقود سيارتي في بلدي دون خوف؟ متى ينتهي العبث متى؟ ومتى نرى شوارعنا كلها تخضع للرقابة الإلكترونية متى؟ ومتى تتحوّل كل مدننا إلى مدن مثالية بتحوّل القيادة من خطرة إلى آمنة متى؟ هي أسئلة تنتظر إجابة عاجلة، وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain