*- قال لي أحد الشعراء الأصدقاء قبل سنوات ونحن على أحد ( الطعوس ) في طريق مكة -جدة : " بأن الربيع متعة الحافي " وقتها بدأت تتشكل عمليات ( التخييم ) على جوانب الطرقات !! كنا يومها نتناقش عن سر هذه الظاهرة ؟! هل هي بسبب البحث عن جمال الربيع بخضرته وأجوائه الجميلة ؟ هل هي للخروج من حصار أسوار المدينة ؟ أم هي هروب من كل الاختناقات والإحباطات والمشاكل والهموم ؟ يومها قال صديقي بأن الربيع متعة الحافي وراح يفسرها : الحافي .. الذي لايستطيع أن يذهب الى باريس أو لندن !! الحافي ..الذي ليس بمقدوره أن يسكن فنادق خمس نجوم !! الحافي .. ذلك المواطن البسيط الذي لايملك الوصول لحياة ( الشاليهات ) !! الحافي ..ذلك الذي يحاول : ( بكومة ورعان وحريم ) أن يجد متعتهم داخل خيمة مشققة وحنبل وحنفية ماء !! " 1 " *- قبل أيام تذكرت مقولة صديقي يرحمه الله وأنا في جولة سياحية في بعض المناطق بعد أن أغرتني تلك الصور الجميلة من ربوع الوطن وهي تعيش ربيعها الأخضر نتيجة أمطار الخير والبركة التي هطلت على معظم أرجاء الوطن وبعضها بغزارة لم تشهدها من عشرات السنين !! الصور التي تناقلتها ( القروبات ) مغرية جداً بساط أخضر وطبيعة غناء تعطيك انطباعاً أولياً أن لدينا من الطبيعة ما يكفينا عن الخارج ( لو...... ) و( لو ) هذه ضعوا تحتها خطين أملحين متوازيين !! " 2 " *- المهم وجدت أن الربيع الضحوك لم يخلف ظننا فيه كل شئ أمامك ومن حولك يدعوك للمتعة والاستمتاع !! ما يخلف الظن هي الجهات المسؤولة عن برامج الربيع !! هؤلاء - بارك الله فيهم -الربيع عندهم هو حفل خطابي وزينات وإعلانات ورقصات في الساحات الشعبية أما الخدمات التي يحتاجها السائح في مواقع التنزه فهذه ليست في قاموس أصحاب هذه البرامج !! " 3 " *- أنا لا أعني فنادق خمس نجوم ولكن تهيئة بسيطة للأماكن وتزويدها بالخدمات الضرورية !! رأيت مشاهد مضحكة محزنة سيارات عالقة في الرمال ،والناس يغوصون في الأتربة وبالكشافات يضيئون مواقع أقدامهم.. وعلى مصابيح سياراتهم يتناولون عشاءهم وفي ( جوالين ) قديمة يحملون من الماء ما يسد رمق ( الكشته ) !! " وما يقهرك " إلا أنك تجد في كل زاوية لوحة : ربيعنا أجمل ربيعنا أحلى وربيعنا .. وربيعنا !! " 4 " *-أما ما ليس بغريب فإنك تجد الناس بكثافة كبيرة امتلأت بهم البراري جاءوا من أماكن شتى وليس أهل المنطقة وحسب !! هؤلاء خرجوا هرباً من حوائط الإسمنت ومن رماد الأرصفة يريدون الارتماء في أحضان الطبيعة ويحملون إصراراً عجيباً على التعايش مع كل الأوضاع فحتى في النهارتجدهم تحت الأشجار وعند منابت الظلال وكأنهم يقهرون غياب الخدمات بجمالية المكان !! " 5 " *- والملاحظ أن الربيع عندنا أصبح يشهد اقبالاً متنامياً !! في أكثر الأماكن تجد الخيام والجلسات والتجمعات وهو ما قد يؤكد أن الربيع قد لايقل عن الصيف في حضوره وهوأيضاً ما يحتاج من هيئة السياحة وإمارات المناطق والجهات الخدمية الى التفاتة والى جهود خدمية ميدانية أكثر من الكلامية والاستعراضية !! " 6 " *- لا أظن في ظل هذه الطفرة الكبيرة وفي ظل هذا العهد الزاهر أن نعجزعن توصيل الخدمات الضرورية الى مواقع المتنزهين وتشجيعهم على أن يقضوا ربيعهم في ربوعهم ومثل ذلك لا تصنعه ( هرطقات ) الصوت والصورة هم لا يريدون الرقص فوق رؤوسهم ولكنهم يريدون خدمات على الارض !! " 7 " *- قد نقبل بأن الربيع متعة الحافي ولكن لن نقبل بأن يكون الربيع حافياً !! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain