×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية #القريات تصادر مواد غذائية منتهية الصلاحية وتغرم اصحابها #الوئام

صورة الخبر

في تقرير التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي http:/hdr.undp.org. صنفت دول العالم في سلم التنمية البشرية تبعا لمعايير محددة يأتي على رأسها التعليم والصحة والمستوى الاقتصادي. استعرض التقرير وضع التنمية البشرية في 177 دولة. جاءت النرويج في أول القائمة، وأتت النيجر في آخرها، وجاءت أغلب البلدان العربية في أوسطها. وباعتبار أن مستوى التعليم كان عاملا أساسيا في هذا التقييم، فيمكن القول إنه بالتعليم المرتبط بالنمو الاقتصادي والاجتماعي يمكن لأي من دول العالم أن ترتقي في سلم التنمية البشرية. هذا ما فعلته دول مثل أيرلندا وفنلندا وماليزيا وكوريا الجنوبية وبقية نمور آسيا. إذ انتقلت من مرحلة في سلم التنمية البشرية إلى مرحلة أعلى بتطوير التعليم. التعليم في عالمنا العربي يركز على الكم أكثر من الكيف. تعليم أغلبه تلقيني تنتقل المعرفة فيه من الأستاذ إلى الطالب في اتجاه واحد، وحظ النقاش والحوار والتجريب فيه ضئيل. مناهجه غير متصلة بقدر كافٍ بحاجة المجتمع الآنية أو المستقبلية. مركزية الإدارة فيه تعد من أهم معوقات التطوير. إذ أن كثيرا من القرارات التي يمكن لمدير المدرسة أن يتخذها من خلال مجلس يضم بضعة من المدرسين وسكان الحي، نراها تحال إلى جهة أعلى، هذا إذا لم تصل إلى الوزارة نفسها للبت فيها. أستعرض هنا بضعة مواقف مرت بي شخصيا قد يكون لها بعض الدلالات على مناهج وأساليب التعليم. كانت زوجتي تستعد لامتحانات الثانوية العامة. جاءتني في ليلة امتحان الفقه مضطربة تريدني أن أشرح لها بعض ما غمض عليها. حاولت وعجزت. اتصلت بصديق لي من المشايخ الذين لهم باع في علوم الشريعة. دعاني إلى بيته. أخذ يطالع كتاب الفقه ويقوم من مجلسنا بين الفينة والأخرى ليتصل بأحد مشايخه هاتفيا يستوضحه ما غمض عليه! عودة إلى زوجتي مرة أخرى وعلها تغفر لي أن أتناول أمورنا الشخصية على الملأ. كانت ذات يوم تراجع لابنتنا الصغيرة دروسها أو بالأحرى تسمع لها ما تحفظ. حاولت أن أتدخل مذكرا بأن المهم هو أن تفهم لا أن تحفظ. فرددت على عقبي. «خلي البنت في الأول تنجح وبعدين تفكر!». مدير مدرسة خاصة ألحقت بها ابني. راح مديرها يشكو لي من أن الصيانة والنظافة تستهلك جزءا كبيرا من ميزانية المدرسة. اقترحت عليه أن يقوم الطلاب أنفسهم بشؤون النظافة والصيانة بعد أن يدربوا عليها.. فكاد يغمى عليه! أتساءل.. ما بال بعض شبابنا ينجحون في امتحان الثانوية العامة بمعدلات تتجاوز 90%، وعندما نستقبلهم في جامعاتنا نجدهم ضعافا في اللغة العربية واللغة الإنجليزية والتعبير والعلوم. هل صحيح أن المتفوقين منهم في بعض الدول العربية يحصل أحدهم على 105% في امتحانات الثانوية العامة! لا شك أن مسؤولة تطوير التعليم والتدريب والتربية مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت والمجتمع. ونحن محتاجون إلى من يتصدى لهذا التطوير بأسلوب علمي يتصل بديننا وشريعتنا وبمتطلبات الحياة. ولا أخال أميرنا إلا فاعلا ذلك ــ بإذن الله.