استدعى أمس الجمعة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الهيئة الناخبة التي حددت ال 17 من أبريل المقبل تاريخا لتوجه الجزائريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم للخمس سنوات المقبلة. و نشرت وكالة الأنباء الرسمية استنادا إلى بيان الرئاسة أن بوتفليقة وقع المرسوم الرئاسي المتعلق باستدعاء الهيئة الناخبة بموجب المادة 133 من القانون العضوي المتعلق بالنظام الانتخابي. وجاء توقيع بوتفليقة على المرسوم الرئاسي يوما فقط بعد عودته من فرنسا التي انتقل إليها الاثنين لإجراء فحوصات طبية في مستشفى فال دوغراس الباريسي الذي يدخله للمرة الرابعة منذ العملية الجراحية التي خضع لها في نوفمبر 2005 إثر إصابته بقرحة في المعدة، وطمأنة وكالة الأنباء الجزائرية التي أوردت خبر عودته أن الفريق الطبي للرئيس "رخّص" له بالعودة إلى بلاده بعدما أظهرت الفحوصات أن "وضعه الصحي في تحسن ملحوظ" وباستدعائه الهيئة الناخبة يكون الرئيس بوتفليقة قد أنهى الشكوك التي حامت حول حقيقة تنقله المفاجئ إلى فال دوغراس وذهاب بعض الأوساط إلى القول ان الرئيس الجزائري في وضع صحي حرج للغاية لن يسمح له باستدعاء الهيئة الناخبة في آجالها القانونية أي ثلاثة أشهر (90 يوما) قبل انتهاء عهدته الثالثة، الأخص وأن المادة 133 من القانون المتعلق بالنظام الانتخابي، تشترط لاستدعاء الهيئة الانتخابية، عدم الاخلال بأحكام المادة 88 من الدستور، التي تتحدث عن شغور منصب الرئاسة بسبب عجز أو مرض أو وفاة. ولم يكشف الرئيس بوتفليقة إلى اليوم رغبته من عدمها في الترشح إلى ولاية رابعة رغم التطبيل الهائل من محيطه الراغب في ترشيحه، لكن بتأكيد فريقه الطبي الفرنسي أن الأخير يتعافى تدريجيا يكون بوتفليقة قد افتك تزكية عن أهليته العقلية والبدينة، بل أهليته لخوض غمار رئاسيات 2014، فيما ستكون هذه الشهادة الطبية الفرنسية ضربة لخصومه الذين بدأ قطاع منهم يترّحم على روح الرئيس منذ أعلن خبر تنقله إلى فرنسا لمتابعة فحوصات روتينية. ومن شأن ذهاب بوتفليقة إلى إعلان استدعاء الهيئة الناخبة وتأكيد الوكالة الرسمية أن وضعه الصحي على أحسن ما يرام أن يشعل مجددا مطالب المناوئين له التي تدفع في اتجاه إرغام السلطة على كشف حقيقة المرض الذي أقعد الرئيس بوتفليقة، وتفاصيل ملفه الصحي الذي سمح لفريقه الطبي في فرنسا من أن يرّخص له بالعودة إلى بلاده حتى قبل الآجال التي أعلن عنها سابقا. ولم تفلح الصور القليلة التي يبثها التلفزيون الرسمي وهي تظهر الرئيس بوتفليقة وهو يستقبل ضيوف الجزائر أو يرأس اجتماعات رسمية لم تفلح في تهدئة المناوئين له بعدما باتت الصور نفسها تثير شفقة الشارع الجزائري المستاء من محيط الرئيس الذي يصّر على بقاء بوتفليقة في الحكم رغم توعكه الصحي الواضح.