نتفهم أن يمتنع وزير الدفاع، أو الداخلية، عن الحديث حول مواضيع محددة في لقاء مع صحفيين، بحكم أن وزارتيهما تتعاطيان مع شؤون عسكرية وأمنية بعضها يستلزم السرية، وبعضها يقتضي الصمت إلى أجل مسمى. لكن أن يأتي هذا الامتناع من وزير يقود وزارة خدمية تتقاطع مع أدق التفاصيل في حياة الناس، الذين يرونها حارسة أحلامهم -وأحياناً «حابسة» أحلامهم- فهذا ما لا نتفهمه من وزير المالية. كان بإمكان الوزير وبقليل من اللباقة «استثمار» موضوع الساعة الأسخن حينها، استثماراً لا يكلفه أكثر من أن «يلقى الناس بمنطوق طلق»! قبلها بأيام سأل أحد المغردين الأمير نواف بن فيصل عن زيادة الرواتب المنتظرة، فجاءه الرد سريعاً: «أبشروا بالخير، فإن قيادتنا من كل خير قريبة، وتتلمس عن قرب احتياجاتكم، أنا متفائل خيراً قريباً جداً». كلمات هاشة باشة لا تحمل وعوداً، ولا تسريباً لقرار منتظر، ولا تلميحاً لمفاجأة قريبة، طارت بها ركبان تويتر، فقط لأنها رفعت سقف الأمل قليلاً. الناس واعون جيداً، يعرفون أن الوزير موظف عام، يدير جهازاً تنفيذياً، ولم يكونوا ينتظرون منه سوى أقل المعروف (بشاشة المنطوق)، لعلهم يجدون فيها فسحة أمل.