فاجأنا خبر وفاة الزميل محمد أبا حسين؛ ليحرِّك فيناً كوامن الأسى، التي ما تكاد تنطفئ وندفنها وننساها بعد كل لوعة فراق لحبيب من أحبابنا حتى تتجدد مع كل وفاة لأحباب آخرين. فالزميل الفقيد استقطبته الصحافة في سن مبكرة من عمره؛ فقدم لقرائه أعمالاً صحفية جيدة ومميزة في بداياته الصحفية، وتحديداً في الزميلة صحيفة الرياض؛ إذ كان في حينها أحد أبرز صحفييها؛ لتؤهله خبرته وتميزه إثر ذلك ليكون فيما بعد نائباً لرئيس تحريرها، وليغيب - رحمه الله - بعد سنوات من عمله في صحيفة الرياض ومن ذلك الميدان الذي أحبه سنوات طويلة، لولا مبادرة مسؤولي مؤسسة الجزيرة بإيقاظه وإسنادهم له رئاسة تحرير صحيفة الجزيرة، وإن كانت لفترة لم تطُلْ كثيراً؛ فقد آثر مرة أخرى، ومن جديد، أن يتوارى عن الأنظار، وينطوي على نفسه، مفضلاً هذا الانكفاء الجميل - بنظره - على العمل الصحفي بأناسه وحراكه، وبما كان يمثله له من قبل كقيمة حفزته في بواكير شبابه على أن يدلف باب الصحافة بقوة وحيوية ونشاط.