×
محافظة المنطقة الشرقية

الفنان الحويل .. لن ينساك الحائليون

صورة الخبر

--> كلما نظرت لأحوال كثير من الدول من حولنا, وتأملت طويلا البؤس الذي تعيشه شعوب تلك الدول بسبب الحكم السلطوي؛ المتمكن من رقاب الناس بالقهر والإذلال .. حمدت الله كثيرا أن جعلني مواطنا عزيزا منتسبا لوطن كريم؛ حكومته ليست حكومة بوليسية؛ تحكم بالحديد والنار والأغلال؛ وتمارس مع شعبها القمع والقسوة؛ وتسوم مواطنيها سوء العذاب؛ حكم جائر تغيب فيه العقيدة والعدل والمساواة؛ فيؤخذ الأبرياء جورا بجريرة غيرهم .. فلله الحمد والشكر أن منّا علينا بالعيش على ثري هذا الوطن العظيم حكام ومحكومين؛ في دولة مسلمة مسالمة؛ قامت على التوحيد؛ والشريعة السمحة مصدر أنظمتها وقوانينها؛ دولة يسود مواطنيها الترابط والمحبة والإخاء؛ وهذه -لا شك- ثمرة من ثمار التفافهم حول كتابهم وسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم). فهذا هو الأساس ومن هنا المنطلق، لذلك لم يكن مستغرباً حديث خادم الحرمين الشريفين وترجياته مؤخراً؛ وهو يتحدث إلى وزراء حكومته في يوم ميزانية الدولة؛ مذكرا إياهم بالله ومخوفهم به.. فهو ملك عظمت مخافة الله في قلبه؛ قد نبعت من تربية إيمانية راسخة؛ ومن عقيدة دينية صافية؛ تحدث -حفظه الله- بطريقة أبوية حانية لا تشعر معها؛ بأنك أمام ملك عظيم القدر مهاب الجناب؛ تحدث الملك بكل هدوء. فلم يتوعد وزراءه ولم يهدد ولم يزبد ويرعد؛ فهو متيقن تماماً أنه مجرد ملك من ملوك الدنيا؛ فمهما بلغ حجم هيبته ومخافة عقابه وسطوته في قلوب وزرائه. فكل هذا سيبقى في حدود, ولن يبلغ -بأي حال من الأحوال- مبلغ خوفهم من ملك الملوك وبطش العزيز الجبار. لذلك اختصر المسافة -حفظه الله- وذهب مباشرة يخوفهم بالله، المطلع على السرائر، ويعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور !! مخافة الله ضرورة دنوية وآخروية لكل من تحمل مسئولية؛ فمتى وقرت في قلب الأمير أو الوزير أو أي مسئول كان؛ فإن شدة الخوف والوجل من ملك السماء ستجعله يخاطب (الطير). كما خاطبه من قبله المسئول والخليفة الأول -رضي الله عنه- خوفا ووجلا؛ وسيدني يده من النار ؛ كما فعل المسئول والخليفة الثاني -رضي الله عنه- وهو يقول: (يابن الخطاب هل لك صبر على هذا) .. وفي ذات السياق يقول ابن الجوزاء: لو وليت من أمر الناس شيئا اتخذت منارا على الطريق وأقمت عليها رجالاً ينادون في الناس: النار النار .. هكذا كان تأثير مخافة الله على مسئولي الأمة الأوائل من سلفنا الصالح؛ الذين هم قدوة في الإخلاص والأمانة، وفي أداء مسئولياتهم.