×
محافظة المنطقة الشرقية

300 قضية غسيل أموال

صورة الخبر

والكثير منا ربط بين الصيام والصحة البدنية والجسمانية، فامتلات الصحف بالمقالات التى تبين أثر الصيام على صحة الإنسان ،وكيف وأن له تأثيرات إيجابية على جسم الإنسان وصحته، بل لا أبالغ إن قلت (إن هناك دراسات ورسائل علمية أعدها أصحابها فى الشرق والغرب، دارت فى هذا الفلك :الربط بين الصيام وصحة المرء البدنية. والجديد في الأمر هنا هو ما أثبته العلماء من أثر الصوم فى علاج أمراض نفسية: كالقلق والأزمات النفسية المختلفة. فالمسألة هنا تعدت مجال الصحة البدنية إلى الصحة النفسية، وهو لم يكن معروفا من قبل. لقد أكدت دراسات علمية حديثة أعدها الدكتور يوري نيكولايف رئيس وحدة الصيام فى معهد الطب النفسي في موسكو، حيث أثبتت أن 70 في المئة من الأفراد الذين أجريت عليهم الدراسة وهم من المصابين بانفصام (الشيزوفرينيا) قد تم علاجهم بالصيام إلى حد كبير، حيث تحسنت حالاتهم واستعادوا قدرا كبيرا من نشاطاتهم الاجتماعية، وهناك دراسات أخرى أجريت فى جامعة (توهوكو)اليابانية أعدها الدكتور سوروكي وياماتو على مجموعة من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية جسدية، وقد تحسنت حالاتهم وخفت آلامهم بسبب انتظام عمل الجهاز العصبي اللاإرادي. بالإضافة إلى منظومة الغدد في الجسم كما وجد الباحثون أن الصيام ينظم إفراز هرمون الإدريالين ،مما يخفف من حدة تأثيره في مرضى القلق والخوف والهلع. ويرى الدكتور يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة أن الصيام مفيد للغاية فى علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن الضغوط اليومية فى الحياة، حيث يضفي على المرء جوا روحانيا يدخل على نفسه الطمأنينة، ويحقق له حالة من المصالحة النفسية مع نفسه، أضف إلى ذلك أن تحمل الشخص للجوع والعطش يمكنه من السيطرة على نزعاته النفسية التي قد تظهر فى صورة سلوكيات سيئة، أو هواجس مرضية، أو أفكار سوداوية. ويضيف الدكتور عبدالمحسن أن الصيام يمنح الإنسان ثقة فى ذاته؛ وذلك من خلال التحكم فى إرادته وهو ماينعكس على زيادة قدرته على تحمل مصاعب الحياة . وللصيام دور فعال فى علاج الاكتئاب الذي يصل بالإنسان إلى حالة من اليأس والإحباط، مع الإحساس بالعجز، حيث إن التركيز فى العبادة خلال شهر رمضان يعطي المرء أملا فى أن ينال رضا الله وغفرانه ورحمته كما أن الالتزام التام بتأدية العبادات المفروضة يجعل المؤمن يشعر بأنه على اتصال مع الله، وأنه يقف إلى جواره، ومن ثم لايشعر بالعجز. وثمة قضية أخرى فى مجال العلاج النفسي. ففي رمضان تزداد اللقاءات الاجتماعية، وزيارات الأهل والأقارب، وهذا يسهم بدوره فى تخفيف الشعور بالعزلة والكآبة، ويساعد في الوقت ذاته على التخلص من مرض الخوف الاجتماعي. هذا قليل من كثير أثبته العلماء المسلمون، وغير المسلمين، من خلال دراسات وتجارب علمية موضوعية انتهت إلى تلك الحقيقة التي غابت عن أذهاننا وهي أن تأثيرات الصيام الإيجابية على المرء ليست مقصورة ومحصورة فى الجانب البدني الجسماني كما تعودنا أن نقرأ ونسمع. وإنما تتعداها إلى الجانب النفسي، وهو ما يؤكد لنا صدق قوله صلى الله عليه وسلم (الصوم جنة) لفظا ومعنى، وتأكيد على هذه المقولة التي رددناها على مدى الأيام صوموا تصحوا. إن العلم الحديث يثبت بما لايدع مجالا للشك،أن العبادات فى الإسلام لم تشرع لنيل رضا الخالق وحسب، وإنما شرعها الله تعالى لما فيها من تحقيق فوائد ينعم بها المؤمن قد تخفى عليه دهورا ثم يصل إليها بعد مئات أو آلاف السنين، وهذا فى حد ذاته من أسرار الإسلام، وإعجازه، والحمد لله رب العالمين .