لعلي ضمن الكثير من عشاق المقاهي للترويح عن النفس, وهذا ما نراه عند شعوب الوطن العربي, فتلك ملتقى أطياف الشعوب، وخصوصاً أهل الفكر والأدب والفن, وهذه عادة اشتهرت بها عواصم عربية, مثل مصر في مقاهي «ريش» و»الفيشاوي» و»العمدة « و»الحرافيش»، ومقاهي سوريا في «الهافانا» و»النوفرة» و»الندوة» و»الروضة»، مقاه عربية مشهورة يؤمها كبار المثقفين والصحفيين والأدباء من الرعيل الأول, أمثال طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وكامل الشناوي, وغيرهم من أجيال لاحقة.. فكم من فكرة أثمرت عن إصدار كتاب أو مجلة من خلال هذه المقاهي, ناهيك عما يدور بداخلها من نقاش حيال مجمل الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ لنرى في أحيان كثيرة انعكاس هذه المداولات والحوارات في الشأن العام، لتدبج في مقالات مفيدة للمزيد من حصيلة التثقيف والوعي الاجتماعي. فهذه ميزة جميلة. وهناك ميزة أخرى للترويح عن النفس والتأمل بشؤون الحياة.