بغداد: «الشرق الأوسط» في حلقة جديدة من مسلسل العنف الذي حصد أرواح 790 شخصا في العراق منذ بداية الشهر الحالي، قتل 54 شخصا وأصيب نحو 230 آخرين بجروح في انفجار 17 سيارة مفخخة وثلاث عبوات ناسفة استهدفت معظمها أحياء شيعية في بغداد. وقالت مصادر مسؤولة إن 12 سيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، بينما انفجرت خمس سيارات أخرى في الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والسماوة (280 كلم جنوب بغداد) والبصرة (450 كلم جنوب بغداد). وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن الهجمات التي وقعت في أوقات متزامنة بدأت عند الساعة 07,30. وأضاف المصدر أن 34 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 130 بجروح في الهجمات داخل مدينة بغداد، بينما قتل شخصان وأصيب 15 بجروح في انفجار المحمودية (30 كلم جنوب بغداد). واستهدفت السيارات المفخخة في العاصمة مناطق البياع (غرب) والرسالة (جنوبي غرب) والصدر (شرق) والحرية (شمال) والشرطة الرابعة (جنوب) والكاظمية (شمال) والطوبجي (شمال) وأبو دشير (جنوبي غرب)، فيما انفجرت العبوة الناسفة في شارع فلسطين (شرق). وقال مصور لوكالة الصحافة الفرنسية إن انفجار السيارة في مدينة الصدر عند نحو الثامنة صباحا، الذي قتل فيه خمسة أشخاص وأصيب 17 بجروح، استهدف عمالا يبحثون عن فرصة عمل. وأدى عصف الانفجار إلى قذف حافلة صغيرة إلى أكثر من عشرة أمتار عن موقع الهجوم الذي خلف حفرة كبيرة في المكان. وبعد وقت قصير، انفجرت سيارة ثانية في منطقة الحبيبية في مدينة الصدر قتل فيها أربعة أشخاص، وذلك على بعد نحو كيلومترين من موقع الانفجار الأول، وعلى مقربة من محال تجارية أصيبت بأضرار كبيرة. وفي هجمات وقعت في مناطق أخرى من العراق، قتلت سيارتان مفخختان في الكوت ستة أشخاص وأصابت 57 بجروح، فيما قتل شخصان آخران وأصيب 10 بجروح في السماوة، وقتل أربعة أشخاص وأصيب خمسة في البصرة. وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة، إن «خمسة أشخاص بينهم ضابط برتبة مقدم في الشرطة وابنه قتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم على الطريق الرئيس في بيجي». كما قتل ضابط برتبة نقيب في قوات الطوارئ بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته الخاصة غرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد). وأكدت مصادر طبية رسمية حصيلة ضحايا تفجيرات أمس التي بلغت 54 قتيلا ونحو 230 جريحا. ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع أعمال القتل اليومية منذ اجتياحه على أيدي قوات تحالف دولي قادته الولايات المتحدة عام 2003، موجة عنف متصاعدة حيث قتل أكثر من 2500 شخص بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. ومنذ بداية الشهر الحالي، قتل أكثر من 790 شخصا في العراق في أعمال العنف اليومية، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر مسؤولة. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من التصعيد في أعمال العنف في العراق. ونقلت وكالة (رويترز) عن جورجي بوستن، القائم بأعمال مبعوث الأمم المتحدة في العراق «أنا قلق للغاية بشأن تصاعد مستوى العنف الذي يجعل البلاد عرضة لخطر العودة إلى الصراع الطائفي». وأضاف: «العراق ينزف من العنف العشوائي الذي بلغ للأسف مستوى قياسيا خلال شهر رمضان».