الإرهاب يضرب مرة أخرى في بلجيكا،وأوروبا. في هذه الساحة ببروكسل (ساحة الأوراق المالية)،اجتمعت حشود كبيرة، منددة بما جرى و من أجل رفع معنويات الضحايا وأقارب من قتلوا. تقرير القناة الفرنسية الثالثة. ترجمها عن الفرنسية :عيسى بوقانون القناة الفرنسية الثالثة في الساعة الثانية عشرة بهذه الساحة بالعاصمة البلجيكية،وأمام الجماهير الغفيرة،بعضهم لا يزال يتذكر أهوال ما شاهده،كحال فالون والذي يعمل بمطار زافنتام. هل أنت متأثر؟ نعم متأثر جدا،ويحدوني انفعال كبير حيث إن لدي مئات الزملاء هناك في المطار وأعتبرهم كإخوتي،وعائلتي،لهذا قدمت ومعي شارة المرور العملية،والتي أحملها بكل فخر،أحملها دائما وباعتزاز جاء بمعية شقيقه ليريدون،لقد كان يعمل في مخبزه الواقع على مرمى حجر من مكان الانفجار. عندما أتذكر صور أمس،بصراحة إنني لا أزال أشعر بانفعال شديد ينتابني من هول ما جرى،لا أكاد أصدق ما جرى،واليوم نريد أن نظهر للناس أننا متحدون لقد ذهبا لزيارة والديهما من أصل ألباني،في الثامنة صباحا،الابن الأكبر لم يكن بعيدا عن مكان الاعتداءات حين ضربت المطار. كدت أنهي عملي وقلت في قرارة نفسي لو أنني غادرت قبل خمس دقائق،لأصبت بمكروه،كان الأمر صعبا بالنسبة لي،لأنني كنت خائفا وكنت خائفا من أجلهما أيضا لأنني أدري ما الذي سينتابهما من شعور،كأن يقولا: لقد مات والأمر انتهى شبكة خطوط الهاتف في بلجيكا التي تعطلت من فرط الاتصالات جعلت العائلة عالقة أمام شاشة التفزيون تترقب طويلا. ويقول هذا الرجل: أبي حساس جدا مقارنة بأمي والتي هي مفرطة الإحساس،ورؤيتها في وضع وهي منكسرة،مشهد لا أحبذ رؤيته بالمرة ويقول الوالد: كان من المحتمل أن أفقدهما -س: كنت خائفا من أجل ابنيك؟ ويجيب الوالد: خائف من أجلهما ومن أجل جميع الناس وكل البشرية ممن يتعرضون لذلك. تمكن محمد الوالد من الالتقاء بفلذة كبده،وسوف يستمر في نسج خيوط علاقته بهما عبر الأغاني التقليدية،هذه العائلة من أصول ألبانية، مسلمة،يغمرها شعور أنها بلجيكية أكثر من أي وقت مضى. *التلفزيون الإسباني * عبر هذه الصور التي التقطتها كاميرا المراقبة في مطار زافنتيم، قبل الاعتداءات بوقت قصير،شرع المحققون في تحديد هويات الفاعلين. التلفزيون الإسباني أعد تقريرا في الموضوع. هذا الرجل يدعى جون،جايرو فالديراما،تحول إلى شخصية اجتماعية مشهورة والسبب؟ أقيم في الطابق الخامس على وجه الحديد،كان الإرهابيون جيراني دون معرفتي بذلك في المبنى الذي يكاد يخلو من ساكنيه،فإن عائلة جون تتقاسم الطابق ذاته،مع من يشتبه بهم في ارتكاب اعتداءات بروكسل. ويقول: لم أتعامل معهم،ما كنت لأراهم دوما،فقط لمرة واحدة داخل المصعد حيث التقيت شخصا نحيل البنية، وبلحية بادرني: مرحبا سيدي وهو يحكي لنا كيف عاشت عائلته عملية المداهمة يوم أمس بسكاربيك. ويضيف: صعد رجال الشرطة فوق عربة يستخدمها رجال المطافىء،فتحت لهم الباب،ومن الخوف،وجهوا السلاح نحوي،تساءلت عن الذي يحدث؟كنت أنتعل نعالي،أخرجنا صوب الزاوية هنالك،أطلقوا النيران صوب الباب وتصاعدت رائحة هيدروكسيد الأمونيوم،وأدركت حينها ما استعمل في صناعتهم للقنابل. جون جايرو كولومبي،أما زوجته فمن ميديلين وهما يعرفان ما يعنيه العنف والإرهاب. لم يسبق لي أن عشت صدمة كهذه،كما جرى يوم أمس،لقد كان أمرا مرعبا فعلا،صحيح أن في بلدي تحدث أشياء كبيرة جدا،لكن ليس كتلك التي عشتها الصدمة كانت قوية إلى حد أن عائلته تريد الرحيل،أما هو فيصر على أن البقاء هو من أجل مستقبل زاهر،قلنا له وداعا لكنه أضحى يواصل قي إعطاء المقابلات. راديو وتلفيزيون سويسرا* عملية مطاردة الإرهابيين انطلقت وهي قائمة على أشدها،برا وبحرا،فالشرطة تقوم بتمشيط البلديات المتاخمة لبروكسل،حيث إن الجهاديين الفارين يمكنهم الاختباء،في سكاربيك،السكان مفجوعون. تقرير راديو وتلفيزيون سويسرا. إنه حي يعرف عادة هدوءا لكنه اليوم يعرف حركة كبرى بفعل وجود إعلاميين،هنا نفذت الشرطة البلجيكية عملية كبيرة حيث عثرت على ترسانة هائلة من المتفجرات، أما السكان ويقول هذا الرجل: شاهدنا وصول رجال الشرطة،كانوا أولئك المكافحين للعصابات بطائرات دون طيار،ومعهم قناصة،لذلك خامرنا الشك أن أمرا ما مهما يحدث تماما كبقية ثلاثمائة شخص من السكان كمثله،لم يستطع هذا الرجل العودة إلى بيته سوى أثناء الصباح،بعد أن تم نزع طوق حزام الأمان. أما مليكة فقد بقيت ثابتة في بيتها خلال الليل وهي تخشى أن أصابع اللوم ستوجه صوب الجالية المسلمة. أعيش في هذا الحي منذ خمسين عاما ولم يسبق لنا أن رأينا شيئا مشابها لما يجري،نشعر بالخجل،وبصراحة أشعر بالعار،نطبق تعاليم ديننا الإسلامي القائمة على الحب وليس على الإرهاب هنا كما في مولينبيك وجد المحققون الكثير من الدلائل التي تشير إلى جماعات ترتبط بتنظيم الدولة أما رئيس البلدية فيرى أن الوضع بعيد جدا من أن يكون أكثر خطورة مقارنة بأماكن أخرى. سكاربيك ليست النقطة المركزية أو عش الجهاد في بلجيكا،سكاربيك اليوم باعتبارها بلدية تعرف بحضور قوي لجالية من ذوي أصول أجنبية،فهي تعرف على أية حال وحدات صغيرة من أشخاص يرتبطون بخلايا سورية،وهذا واضح جدا تشيرالتقديرات إلى أن عددهم يضاهي المئة من بين 130.000 شخص يقطنون بالبلدية،وهي نسبة صغيرة لكنها خطيرة،سكاربيك،طلبت تعزيزات من السلطات الفديرالية،بمزيد من الشرطة والدوريات لزيادة المراقبة. القناة الفرنسية الثانية مولنبيك تسكنها غالبية من المسلمين من أصل 100.000 ساكن.وهي اشتهرت أيضا بأنها معقل للجهاديين،هنا كان يسكن صلاح عبد السلام،وهنا كان يختبىء حين كانت الشرطة تطارده،حتى توقيفه في الثامن عشر من مارس قبل هجمات بروكسل. تقرير القناة الفرنسية الثانية. أمس،وعلى بعد 3 كيلومترات من موقع الحادث،فإن دوي تفجير مترو بروكسل لا يزال ملقيا بصداه. وتقول هذه المرأة: شكرا لكم شكرا لحضوركم اليوم دقيقة الصمت دامت أكثر من دقيقة. السيدة رئيسة البلدية مرحبا،نحن صحافيون فرنسيون. -حسنا. ولكن بعد الانفعالات حان وقت التفسيرات الحتمية. وتقول : إنها شبكة نمت خلال الأشهر الأخيرة،منذ أحداث سوريا -سمح لها بأن تنمو؟ إنهم بلطجية،منحرفون تحولوا نحو التطرف. لقد ترك لهم المجال ليتوسعوا أيضا. -لم نتركهم ليتوسعوا سيدتي،لقد حاربنا دائما البلطجية وحاربنا المنحرفين -كيف؟ -لم يظلوا منحرفين لقد انزاحوا صوب التطرف،وأصبحوا شبكة إرهابية كتلك التي عرفتموها أنتم في فرنسا. هجمات يوم أمس كانت بمثابة صعقة كهربائية في مولنبيك،لكن بالنسبة لكثيرين هنا في البلدية ،فإن المدينة عانت كثيرا لأكثر من عشرين سنة بسبب حضور الإرهابيين،قاتل القائد مسعود ترعرع هو أيضا هنا.استفاد صلاح عبد السلام مدبر اعتداءات باريس من التواطىء المحلي والعلاقات .أما في مولنبيك فيريد بعضهم وضع حد لتلك الصورة المستشرية،التحدث عن الإرهاب أمر مؤلم حقا. -صباح الخير سيدي شكرا لك سيدتي -صباح الخير سيدتي -لا،آسف سيدتي -نحن صحفيون فرنسيون سيدي -أعتذر سيدتي كيف تعيش مع وقع هجمات هذا الصباح؟ -شيء مخز بالنسبة لنا،لا نحب هذا،في رأيي ينبغي القيام بتقرير شامل لمعرفة أسباب المشكلة هنا في مولنبيك. -ماهي المشكلة؟ كثير من المشاكل سيدتي -أعطني مثلا؟ -البطالة -وغير ذلك؟لا تذهب. -الاختلاف بين الثقافات -ما وجه الاختلاف؟ ينظر إلى الأجانب كغرباء -هل يوجد أجانب هنا؟ أنا أجنبي حتى ولو بحوزتي الجنسية البلجيكية. -إذن أنت بلجيكي؟ لا بالنسبة لهم أنا أجنبي منذ بداية الصراع في سوريا،فإن من بين 130 جهاديا عادوا من سوريا،85 منهم من مولنبيك. ترجمها عن الفرنسية :عيسى بوقانون