أمجاد آل نَصر لِنُعيد بِه إرث الأجداد، ونكتب على الصخور المبعثرة «هُنا نخل القطيف الخالدة، هُنا بحر سيهات الواعدة، هُنا اللؤلؤ، هُنا البحَّارة، وهُنا الأسياد». حينَ يسعى العبد إلى تحقيق أمرٍ ما، ويوفِّقه الله إليه، يجد في هذا التوفيق إشارة ورسالة إلى تكليف جديد، ومسؤولية كُبرى توكَّل إليه. إنَّ كل نصر يحققه العبد هو بِفضل الله ومنته عليه، إذا تفضل عليه بهذا الكرم، فيستوجب شُكره، عز وجل، على هذهِ العطيَّة بِأن يقوم العبد بالعمل، واستغلال هذا النَّصر في خدمة ما ينفعه، وينفع صالح المؤمنين. إنَّ كُل مكرمة ننالها من المولى، عز وجل، ليست تكريماً، ولا تشريفاً لنا بقدر كونها دلالةً على كرم المعطي، وفقر المعطى إلى هذا الكريم، ومدى حاجته إليه. إلى الأمنيات الساكنة في القلوب، وإلى كُل قلب يَتمنى يقيناً: سيحين لأمنيتك أن تأخذ نصيبها من هذا الكون، مادمتَ تَسْعَى إلى أن «تُحْيها»، ومادمت تُخلصُ لله، وتستعين بِه على ذلك. وإلى كُل هدف، وكل قمة عالية: نقطة الوصول إليك ليست هي نهاية السطر، وليست ختام الحكاية، فخلف كُل قمة ناطحة سحابة أخرى، وخلف كُل سحابة مطر كثيف على وشك أن يغمر الأرض بحنانه وعطفه.