ربما أنني من أوائل من كتب عن خطر الحوثيين وذلك منذ قرابة ثماني سنوات، وقلت إن هؤلاء زُرعوا في اليمن ليكونوا خنجرا إيرانيا في خاصرة المملكة، ولقد أثبتت الأيام أن هذه الفئة الشريرة، إنما هي رجس من عمل إيران، جرت الشعب اليمني إلى حروب وفتن، ومجاعات، ونكبته في تنميته، واقتصاده، وعطلت نموه، وجعلته شعبا مذعورا يترقب، يحمل سلاحه على كتفه للدفاع عن بيته، وشرفه، وكرامته وهذا ما جعله يناضل، ويقاتل قدر ما يستطيع، بيد أن إيران أغدقت على الحوثيين السلاح والعتاد، والمال حتى أسقطت الشرعية في اليمن متآزرة مع الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، والذي تضامن وتحالف مع هؤلاء القتلة والمجرمين انتقاماً من الشعب اليمني الذي أسقطه، وأزاحه، فاشتعلت اليمن بنيران الحرب فتراكم القتل على القتل، وهدمت بيوت ومساجد وجامعات ومدارس، وضيع.. كل ذلك بتآمر فارسي مذهبي مقيت.. كل ذلك من أجل إرضاء نوازع وأهواء وأهداف إيران الشريرة الحاقدة على العرب، والتي تأمل بتآزر مع الصهيونية وفي مشروع باطني خبيث، بتفكيك وتحطيم وتقزيم البلدان العربية، والهيمنة عليها في مشروع فارسي- صهيوني خبيث، وليس هذا تكهّناً أو توهما بل هو واقع مطبق على الأرض، فإيران اليوم تهيمن على العراق هيمنة شبه كاملة بعد أن عاثت فيه مع عملائها، قتلا وتشريدا وتطهيرا مذهبيا، وتطهيرا عرقيا، وأصبحت مناطق كثيرة في العراق تحت الهيمنة الإيرانية بجنودها، وبعملتها وبلغتها.. كما بعثت بالآلاف من الجنود المرتزقة إلى سورية البلد العريق في عروبته، متآزرة مع النصيري بشار الأسد فعاثت فيه قتلا وتدميرا وخرابا وإبادة بشكل عدائي حاقد، مستعينة بالحزب اللبناني الشاذ "حزب الله" والذي هو بدوره يشكل نموذجا سافرا للتغلغل في لبنان والسيطرة عليه سيطرة فارسية، وبذا فإن إيران تحاول الهيمنة على شمال الجزيرة العربية، بكل مكوناته العربية والسنية وتحوله إلى منطقة صراع وشتات وهيمنة، متيحة الفرصة للمد الصهيوني لقيام دولة إسرائيل الكبرى.. وإيران لا تفتأ تخلق الفتن والاضطرابات في دول مجلس التعاون الخليجي للهيمنة على المنطقة ولكي تقع تحت نفوذها، مستعينة بعملائها وأذنابها ممن يكنون لها الولاء.. ولقد كانت تريد من الحوثيين أن يكونوا، جنودها، ومواليها وممثليها عقيدة، وولاء في اليمن، كانت تعمل على خلق "حزب الله" آخر في جنوب الجزيرة العربية لتكتمل حلقة الطوق الفارسي المجوسي.. كانت تريد تصدير الزعازع، والتوغل إلى الأماكن المقدسة في "قرمطة" جديدة.. بيد أن الله سلم وقيض لهذه الدولة بل لهذه الأمة رجل بأس، وحرب، رجلا امتلأت نفسه عروبة، ودينا، وصلابة رأي، فاتخذ قراره معتمدا على الله بضرب هذه الفئة الظلامية الضالة، وقطع رأس هذه الأفعى الخبيثة، في ليلة سوداء كالحة على إيران وأذيالها، وصباح مشرق ومضيء على أهل اليمن الذين كاد يغرقهم الطوفان الفارسي لولا فروسية وشجاعة سلمان بن عبدالعزيز.