يحفل مهرجان أم الإمارات الذي انطلق مساء أمس، بالمعروضات الفنية التي تعكس أفكاراً مبتكرة تتوزع في أنحاء المهرجان لتبدو غير مقتصرة على منطقة الفنون ما يتيح للزوار الاطلاع على أشياء لا يشاهدوها عادة، وهو ما يتناسب مع فكرة المهرجان كحدث ثقافي واجتماعي يخاطب الأسرة. والابتكار يظهر للعيان في البداية من خلال تصميم الأقسام التي تتوزع على مساحة المهرجان الممتدة على 1.3 كليومتر من كورنيش أبوظبي. مقتنيات تبدو الأخشاب الأكثر تعبيراً عن الطبيعة منشرة في مناطق المهرجان وبأكثر من طريقة، فالأخشاب التي تحتفظ بلونها الطبيعي استخدمت كممر بين رمال شاطئ أبوظبي، لتصل إلى كل مناطق المهرجان وهي منطقة السوق، ومنطقة مطاعم الشاطئ، ومنطقة الحفاظ على البيئة، ومنطقة الأنشطة، ومنطقة الفنون، لكن الأخشاب تظهر بطريقة مختلفة عند تحولها إلى متاجر، فالمتاجر التي صنعت من الأخشاب احتفلت على أسطحها بالزخارف الهندسية المتعددة الأشكال، وكذلك الأمر بالنسبة للحواجز التي تفصل مناطق عن أخرى، أو الكراسي التي يمكن للزوار الجلوس عليها. أما السيارات الموزعة في أروقة المهرجان، فتعيد إلى الأذهان تلك الموديلات القديمة لسيارات من القرن الماضي، لم يبق منها ما يمكن مشاهدته في الشوارع، منها سيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والكثير من السيارات بتصاميم مختلفة، منها ما بقي محافظاً على لونه ومنها من حفل بالألوان المشرقة التي وضعها العديد من الفنانين لتتناسب مع أجواء المهرجان. والسيارات لم تكن كل شيء من المقتنيات القديمة، بل هناك متاجر عرض فيها الكثير من الأدوات القديمة التي تعود إلى قرون مضت مثل المذياع القديم، وآلة كاتبة قديمة وهاتف قديم وعدد من المخطوطات والكتب القديمة التي تضفي على المهرجان تنوعاً كبيراً. تنوع فني الفن المتنوع والألوان التي تنبض بالحياة تستقبل الزائر في منطقة الفنون الممتلئة بالمنحوتات البلورية التي تعبر عن قيم التعاون والعلاقات الوجدانية، وتخاطب الأطفال في أماكن كثيرة منها وتدعوهم لممارسة العديد من الأنشطة مثل فن اللعب بالضوء ووصل النقاط وممر الطباشير الذي ينمي حسّ الإبداع لدى الأطفال من كل الأعمار، حيث يستطيعون رسم اللوحات بالطباشير أو ابتكار أشكال متعددة باستخدام الضوء. كما تمثل الأشكال المركّبة تذكيراً بالجمال الفريد الذي ينتج عن الانسجام، ويمكن لكل الزوار المشاركة في تصميم فراشات ورقية ستشكل لاحقاً تمثالاً كبيراً مضاء بأنوار أخاذة عند انتهائه. بينما تقدم مساحة التوازن في منطقة الفنون الكثير من النشاطات التي تعبّر عن التوزيع المتوازن للوزن والمساحة، وتأتي هذه الفكرة كتقدير للجهود الكبيرة التي تبذلها الأم في معظم الأوقات كجزء من دورها في تنشئة أسرتها بشكل متوازن، حيث يتحدى الأطفال أنفسهم في التوازن على الأراجيح والقطع المتراكمة. تجاورها مساحة أخرى تعكس الفنون والحرف بدعوة صريحة للزوار ليشاركوا بتصوّرهم الخاص عن الطيور التي تشتهر بها دولة الإمارات العربية المتحدة في نشاط طيور التوازن، بينما يتحدى نشاط عالم التوازن الأطفال المغامرين ليكتشفوا طريقاً للسير على حافة ثلاثية الأبعاد مرسومة أو في الواقع الافتراضي، ما يخلق خدعاً بصرية غامضة وساحرة. حركة وتباين يركّز قسم التباين في منطقة الفنون على تنوّع تجارب الحياة وعلى عمليات التفكير الفردية ذات المجالات الواسعة والتي تسهم بشكل أساسي في تكوين شخصيتنا المميزة، وتشمل التراكيب الموجودة في هذه المنطقة العديد من العناصر مثل الخشب والحبال والرمال والضوء والظل لتشكيل قطع فنية محفزة بصرياً. ويستخدم الرمل والضوء ليسحرا الحضور بتعابير مذهلة تصور أجمل المشاهد الموجودة في الطبيعة وكأنها عرض لـقصة صحراوية ويستمر الإبداع في قسم نشاط الحديقة المضيئة الذي يستخدم تقنية اللمعان في الظلام، وهو ما ينتج عنه نوع من التعابير الفنية التي تشعّ في الظلام على الألواح السوداء. وفي قسم الحركة يتم الاعتماد على مبدأ الحركة لإبداع مجموعة من التعابير الفنية، حيث سيشاهد زوارها كيفية تكوّن تحفة فنية هندسية عبر حركة الأشياء المختلفة، وذلك من خلال أنشطة مثل الرسم بالدوائر المتقاطعة والرسم البندولي والرسم اللولبي الانسيابي. زخارف وديكور لم يقتصر وجود الزخارف على مكونات المهرجان، بل يمكن ممارسة رسم الزخارف في الساحة الفنية فجوهر هذه المنطقة في أسلوب تكرار الأشكال لصنع الديكورات والزخارف، ما يبهر الجمهور بالتراكيب الفنية الموجودة فيها مثل الساحة الفنية والرسم بالنقاط والمعرض المرتقب للفن المباشر، ويحظى الزوار بفرصة متميزة لمشاهدة الفنانين أثناء ابتكارهم لتحف فنية خطوة بخطوة خلال فترة المهرجان. بينما تضم جولة القصص المصورة عدداً من أهم فناني القصص المصورة الإماراتيين الذين سيقوم كل منهم بتقديم مقتطفات من قصصه، بينما تتيح منحوتة الانعكاسات للزوار أن يروا انعكاسات مختلفة عن أنفسهم أثناء تجولهم في قسم مزوّد بمجموعة من المرايا. ووسط كل هذه الأجواء ينطلق صوت الموسيقى، بما فيها رنين أجراس الرياح وعروض موسيقية يؤديها الفنان الفرنسي جوليان بريتون الذي يجمع بين عدة عناصر هي الضوء والرقص والتصوير ليشكل لوحات مفعمة بالحيوية من الخط في عرض يذهل كل عشاق الفن والترفيه. وسيكون رواد قسم الإيقاع على موعد مع تجربة بصرية وإيقاعية لن تنسى يوماً مع كل عرض يشهدوه. نشاطات يستمتع الحضور في مختلف المناطق الرئيسة في المهرجان بمجموعة من العروض الفنية العربية والغربية التي ستشمل أداء مختلف الأنماط الموسيقية أمام الحضور، ويمكن للراغبين عيش تجربة التسوق الفني من خلال الاطلاع على العروض الخاصة الكثيرة المتوفرة. أرقام فنية 6 فنانين للعروض المرئية 10 منحوتات فنية أصلية 6 منافذ للطعام 50 منفذ بيع بسوق الفنون 27 عرضاً موسيقياً 35 نشاطاً تفاعلياً 15 نشاطاً فنياً وحرفياً تصميم شهادات على شاشات فضية تقديراً لأم الإمارات يأتي جناح أم الإمارات، المشيّد على مسطح تبلغ مساحته 30X40 متراً، بتصميم مبتكر مستوحى من المشربية بلونها الذهبي الناعم، وتتضمن 13 ركناً، تمثل كل منها تجربة تعليمية وتفاعلية تسهم في رفع مستوى الوعي بإسهامات المرأة وما وصل إليه المجتمع الإماراتي من تقدم وازدهار، في ظل رؤية وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أم الإمارات. وتتوزع في القاعة على شاشات فضية أقوال عن أم الإمارات من حكام وملوك حول العالم منها ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قائدة نسائية تاريخية تفخر بها الإمارات، حيث وقفت بجانب مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، خلال رحلته لبناء الوطن وعملت طوال أكثر من ثلاثة عقود على دعم وتمكين المرأة في الإمارات واستطاعت إلى جانب مسؤولياتها الكبيرة تربية وتخريج قيادات وطنية وسياسية نفتخر بهم وبإنجازاتهم. منظور السوق يعكس التراث الإماراتي بطريقة عصرية تم تصميم منطقة السوق لتعكس التراث الإماراتي بمنظور عصري وحديث ممزوج بلمسة من الإبداع الذي يتماشى مع التاريخ ويبرز في الوقت ذاته سمات من الحاضر والمستقبل. وتتضمن المنطقة 50 متجراً لأبرز العلامات المحلية والعالمية، والتي تم انتقاؤها لتعرض منتجات متميزة لزوار المهرجان، منها المجوهرات والملابس وأغراض الديكور المنزلي وغيرها. وستأخذ منطقة السوق زوارها في جولة بين سبعة أركان تعرض كل منها لجانب ذي علامة بارزة في التاريخ الإماراتي، لتحتفي بالتطور الثقافي والحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العقود. فيسرد أحد الأركان صور مشاهد من التاريخ الإماراتي مع عرض خاص لآلات تصوير فوتوغرافي قديمة إلى جانب صور لأهم المعالم التي تميز الدولة الحديثة في مكان واحد. ويأتي ركن آخر ليصور حجرة فصل دراسي بمدرسة قديمة بالإمارات بكل تفاصيلها. توعية معارض تفاعلية في منطقة البيئة ضمن أجواء مليئة بالأنشطة التفاعلية والمعلومات المفيدة فيما يخص التوعية البيئية، يقدم مهرجان أم الإمارات نظرة عن قرب على الطبيعة الإماراتية من خلال منطقة الحفاظ على البيئة، إحدى المناطق الخمس الرئيسية في المهرجان، في خطوة حقيقية نحو تسليط الضوء على تشجيع ودعم أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لكل المبادرات التي تتعلق بالتوعية البيئية. وتعمل منطقة الحفاظ على البيئة على تشجيع الوعي البيئي ضمن مساحة مخصصة للتعريف بالبيئة في دولة الإمارات، وتضم المنطقة عدداً من المعارض التفاعلية في قسم القباب الهندسية، مع عدد من المساحات المحددة التي تعد بتقديم تجربة مليئة بالترفيه والتعليم مع نشاطات تفاعلية لكافة الزوار، بالإضافة إلى العروض الحية والتي تهدف إلى فهم التحديات البيئية وتعزيز المعرفة بالمشهد البيئي لدولة الإمارات. كما تقدم عدداً من الفعاليات منها القيادة حول الإمارات، لتثقيف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 14 سنة، مع رحلة لمدة 6 دقائق، ضمن سيارة جيب صغيرة وصديقة للبيئة، وذلك لتقديم فكرة بيئية استكشافية حول أراضي وتضاريس الدولة.