كشفت أجهزة الأمن الأردنية أمس، معامل سرّية لتصنيع الذخيرة والرصاص شمال البلاد، قرب الأراضي السورية، في سابقة تعد الأولى من نوعها. وقال العميد زهدي جانبك مدير جهاز الأمن الوقائي، خلال مؤتمر صحافي: «ضبطنا مواقع عدة داخل محافظة إربد الشمالية (القريبة من محافظة درعا السورية)، تعود ملكيتها إلى مجموعة أشخاص يحملون الجنسية الأردنية، مهمتها تصنيع ذخائر وعتاد ورصاص. وضبطنا في بعضها قرابة 800 كيلوغرام من الرصاص، ومئة ألف حشوة لمقذوفات نارية وكبسولات تفجير». وأضاف: «المؤكد أن هذا النوع من القضايا جديد على الأردن، لا سيما ما يتعلق بالقدرة على تصنيع الذخائر بكميات ضخمة (...) خطورة القضية تنبع من نوعيتها، والدخول إلى عالم تصنيع الذخائر ومعداتها». وتابع: «هناك مجموعة مشابهة تجري ملاحقتها حالياً» من دون إعطاء تفاصيل. وأشار مسؤول الأمن الأردني إلى أن التحقيقات الأولية «تؤكد استخدام الذخائر والعتاد المصنّع لغايات التجارة، وهو ما كشفته سجلات تجارية كبيرة، ضبطت داخل المعامل المستهدفة، ويجري التدقيق فيها». واستطر بالقول: «لا يعنى هذا أن ثمة أنشطة إرهابية تهدد أمن الأردن، والمجموعة التي ألقي القبض عليها لم يتأكد حتى الآن انتمائها إلى تنظيم سياسي أو إرهابي». وأضاف: «حتى اللحظة لم يثبت توجيه الأسلحة المضبوطة لغايات إرهابية، لكن يحتمل أن يكون هناك ازدواجية من ناحية الاستخدام، أي استخدامها لغايات جرمية أو إرهابية (...) التحقيقات النهائية كفيلة أن تبت في الأمر». وقال جانبك أيضاً: «إن جهود مديرية الأمن العام مع جهازي المخابرات والأمن العسكري، تتضافر في هذه الأثناء، لضبط الأمن الأردني والحفاظ على النظام السياسي، وكل الجهود المبذولة حالياً تصب في المصلحة ذاتها»، موضحاً أن المملكة «استطاعت خفض عدد الجرائم العام الماضي إلى 21 ألف جريمة، في مقابل 23 ألف عام 2012». وذكر أن معدل الجرائم «وصل إلى 169 جريمة، لكل مئة ألف مواطن العام الماضي». وفي سياق متصل، قال جانبك إن إقامة مئات آلاف اللاجئين السوريين على الأرض الأردنية «لم تؤد إلى ارتفاع نسب الجريمة بشكل عام». وأضاف أن مخيم الزعتري للاجئين المشيد داخل مدينة المفرق الصحراوية، شرق البلاد، «شهد بداية افتتاحه شكاوى عدة ذات بعد جرمي، إلا المؤسسة الأمنية فرضت سيطرتها الكاملة لاحقاً». وفي وقت لاحق من مساء أمس، نقلت وكالة «عمون» الأردنية عن مصدر أمني قوله إن «الأجهزة العاملة على الحدود الأردنية- العراقية ضبطت مجموعة من الأشخاص يتبعون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، كانوا يحاولون التسلل إلى المملكة لتنفيذ عمليات تفجيرية ضد السفارة السورية في عمان وبعض الأحزاب والكيانات الأردنية المتعاطفة مع نظام (الرئيس) بشار الأسد». ونقلت الوكالة عن المصدر نفسه أن السلطات المحلية «قررت مضاعفة أجهزة الرقابة على الحدود مع العراق (الذي يشهد توترات سياسية وأمنية) لحماية استقرار البلاد».