كشف مصدر فرنسي لـ»الحياة» ان الدعم السعودي الفرنسي للجيش اللبناني الذي قررت السعودية تقديمه عبر فرنسا بقيمة ٣ بلايين دولار سيبدأ تنفيذه خلال شهر. وقال انه يتضمن معدات للنقل من بينها مروحيات قد يتأخر تسليمها كلها بعض الشيء بانتظار تصنيع عدد منها لأن العدد ليس متوافراً حالياً بسبب الطلب عليها من جيوش. وأوضح المصدر ان الأساس هو بدء تنفيذ الاتفاق بسرعة مؤكداً ان القرار السعودي - الفرنسي هو لدعم مؤسسة الجيش باعتبارها مؤسسة دولة تمثل الجميع في لبنان وهي ليست لطرف ضد آخر. وستصل بعثة فرنسية الى بيروت خلال الاسابيع المقبلة لإجراء محادثات مع القيادات المختلفة للتأكيد على ضرورة التوافق، على الاقل لحماية مؤسسة رئاسة الجمهورية والمؤسسات الأخرى، وايضاً للبحث مع الجيش اللبناني في كيفية تنفيذ الاتفاق الفرنسي - السعودي الذي هو، بحسب المصدر، دعم لكل لبنان، وايضاً للنظر في ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة. ولكن، قال المصدر، لن تحمل الزيارة الفرنسية خطة شاملة، فهي تهدف لإجراء محادثات حول مواضيع تتعلق بالوضع في لبنان. الى ذلك رأى مصدر اقتصادي لبناني في حديث الى «الحياة» ان اسوأ ما في الوضع اللبناني المبالغة في التشاؤم، الذي، من المنظار الاقتصادي يعطل النمو والاستهلاك والاستثمار. ففي ٢٠١٤ هناك عائق اكيد على الصعيد الاقتصادي اللبناني وهو معنويات الناس في حين ان الواقع لا يعكس قدر السوء الذي يتوقعه الناس اذ ان نسبة التسليفات المشكوك بتحصيلها بالنسبة الى مجموع محفظة التسليفات حافظت على المستوى نفسه ٣.٢٤. اما بالنسبة الى قروض السكن فأصحابها ما زالوا يسددونها. ورأى ان هناك مؤشرات ايجابية ومؤشرات سلبية. الايجابية ان الودائع زادت هذه السنة ١٠ بلايين دولار من اللبنانيين اساساً، والقروض المصرفية للقطاع الخاص زادت ايضاً ما يعني ان هناك حركة اقتصادية، والحركة في التجارة العادية تحسنت ولو ان محلات السلع الفخمة تشهد تباطؤاً لقلة المشترين من دول الخليج، ولكن التجارة العادية زادت ٨ في المئة. اما المؤشرات السلبية فهي الناتجة من الوضع السوري وتدفق اللاجئين السوريين الى لبنان. وقد اشار البنك الدولي في تقريره الى ان الكلفة المباشرة خلال سنتين من تدفق اللاجئين على لبنان كانت ٣ بلايين دولار اضافة الى كلفة غير مباشرة بـ ٤ بلايين دولار ما يجعل الكلفة الاجمالية على لبنان ٧ بلايين دولار وهذا باهظ على لبنان. وقال المصدر ان من بإمكانه ان يساعد الوضع اللبناني غير راض على الوضع السياسي فيه، فعندما دعيت الدول في نيويورك الى مساعدة لبنان لم تقدم ما هو مطلوب، ليبدو لبنان متروكاً لوحده وامامه تحديات كبرى اضافة الى وضع امني متدهور ولامسؤولية سياسية ومن هنا التشاؤم الكبير لسنة ٢٠١٤.