- وصلنا إلى لحظة الحسم وساعة الصفر في مشوار التأهل إلى مونديال روسيا 2018، واليوم موعدنا مع أول موقعة كروية في سبيل الاقتراب من تحقيق الحلم الـكبير، ولأن المصير مقسوم على مباراتين، مع فلسطين أولاً،ثم السعودية ثانياً.. فمن البديهي أن تكون المباراة الأولى اليوم هي الأهم، فإن لم نحقق الفوز في المباراة الأولى لن تقوم لنا قائمة، ولن يكون بإمكاننا بناء أي حسابات على الثانية، ولذا يجب أن تكون التعبئة المعنوية والطاقة البدنية والكفاءة الفنية للمنتخب في أعلى درجاتها من اللحظة الأولى، في المباراتين معاً. - المهمة صعبة، لكنها ليست بالصعوبة التي يصورها البعض، بل أراها في منتهي السهولة، لو كنا أنفسنا، كما يجب أن نكون، بالصورة التي ألفناها للمنتخب في حالاتِ مَدِّه، وعنفوانه، وإنجازاته، وما أكثرها. .. لو، فقط، عبَّرنا عن ذاتنا الكروية بشكل طبيعي بلا مبالغة في تقدير تلك الذات، وبلا استهانة بالخصم الفدائي الذي يتمتع بروح عالية، والذي أصبح عملياً بلا أمل في حسابات المجموعة، وفي الوقت نفسه لم يعد عنده ما يخسره. .. لو ظهر نجوم ورجال هذا الجيل الموهوب كما عودونا في كل اللحظات الحرجة والمواقف الصعبة التي مروا بها من الناشئين إلى الشباب إلى الأولمبي إلى الأول.. إن شاء الله مفيش مشكلة خالص. - لا أخشى قلة الحضور الجماهيري، فجمهور الإمارات لا يغيب في مثل هذه المناسبات، فالوطنية تدفعه، والحسابات الحرجة تحفزه، والوعد الكروي بالإثارة يغريه ويحركه.. الذي أخشاه حقاً هو طبعه القديم في التشجيع الساكن السلبي، أن يعتمد على دق الدفوف ونفخ المزامير من فرق التشجيع فيتخلى عن كل ما هو أهم، وأفعل، وأكثر تأثيراً في اللاعبين، أعني التشجيع بالهتاف وبالحناجر، وبالتصفيق بالأيدي وبانفعال كل الجوارح، فالمطلوب أن يكون اليوم إيجابياً.. محفزاً.. متفاعلاً بكل ما يملكه من البداية للنهاية، وألا يطمئن للنتيجة مهما كانت إيجابية، ولا تهدأ حماسته إلا مع صافرة النهاية. - وهناك مسألة داخلية، تبدأ وتنتهي عند الثقة والمسؤولية، والمكان والمكانة التي يتمتع بها الكوتش الوطني الكابتن مهدي علي ونخبة اللاعبين الذين طالما أسعدوا شعب الإمارات، وصنعوا أفراحه، فالعهد الذي بيننا وبينهم يقتضي أن يُتَوِّجوا كل ما سبق وما حققوه من إنجازات بحسن الختام، فكأس العالم هي حلمهم وأملهم قبل أن تكون حلم أي مشجع، وأي محب لتراب هذا الوطن، وهي التي سوف تزين إنجازاتهم السابقة وتضع الجوهرة الألماس فوق التاج المرصع بإنجازات كأس الخليج وأولمبياد لندن وبرونزية آسيا. أخيراً وليس آخراً.. دعونا نكن على مستوى حلمنا الكبير، وما يقتضيه من بذلٍ، وتفانٍ، وتضحيةٍ، وتعاونٍ، وإيثار، ولننحِّ أي خلافات استثنائية، أو حسابات تنافسية، أو معارك انتخابية جانباً حتى الانتهاء من تلك الموقعتين الكرويتين، وتوقعوا الخير، واعملوا بأسبابه، تجدوه حاضراً، بإذن الله. Email: deaudin@gmail.com