اتفق الفائزان بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب الدكتور محمد عبدالمطلب، والدكتور محمد مفتاح على أن ما يوصف بـ "ما بعد الحداثة" هو في الأساس عودة لقراءة الماضي. ودعا أستاذ النقد والبلاغة بكلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية، الدكتور محمد عبدالمطلب إلى "قراءة التراث العربي بمحبة، كي ينفتح لنا هذا التراث ونفهمه" على حد تعبيره. جاء ذلك في محاضرة نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية للفائزين بعنوان "التراث العربي والنظريات الحديثة"، أدارها الدكتور سيف العريفي. ظهور بعد غياب تناول عبدالمطلب في حديثه الخطاب النقدي ومراحله الثلاث: ما قبل الحداثة - ما بعد الحداثة - ومرحلة بعد ما بعد الحداثة التي انطلقت في الغرب، موضحا أن هذه المراحل ظهرت لدينا في الشرق بعد غيابها في الغرب، وظهرت نقلا عنهم، وقال: "أسس كثيرون لمرحلة الحداثة من المغرب العربي وبعض المشرق، وأبرزوا فكرة القطيعة مع التراث، فيما أوغلت مرحلة ما بعد الحداثة في هذا الموقف وطالبت بالخلاص من التراث، أما مرحلة بعد ما بعد الحداثة فطالبت بالعودة إلى الماضي، وأن يكون شريكا في الحاضر، دون قطيعة وهدم، ودراسة المرجعية الثقافية. تراث لن يضيع اتفق الأستاذ في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور محمد مفتاح مع طروحات الدكتور عبدالمطلب فيما يتعلق بالنظريات الإنسانية، معلقا على ذلك بأنه يمكن استيحاء أفكار المفكرين الغرب في قراءة التراث العربي كما فعلوا مع تراثهم، مع مراعاة الخصوصية، كي لا نقع في العموميات الخاطئة. ويرى مفتاح بأن التراث العربي لن يضيع، كونه تراثا كونيا وإنسانيا. وأضاف مفتاح من خلال قراءاته بأن كثير مما نصنفه بمرحلة "ما بعد الحداثة" هو إعادة قراءة لما كتب في مرحلة ما قبل الحداثة.