منذ بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال العام الماضي التي حققها الاتحاد (بشبانه)، ودون أجانب، إلى مباراة أول من أمس أمام الهلال، والعميد يقدم دروسا في تقديم المواهب عن أي موسم مضى وأفضل من أي فريق آخر، وبالرغم من المشاكل الإدارية والشرفية والمالية العاصفة والمميتة، ورغم تغير المدربين إلا أن (شبان) الاتحاد أبقوا العميد في الواجهة بدعم كبير من جماهيره الرائعة. هؤلاء الشباب دفعهم التحدي وإثبات الذات إلى الحضور بقوة في مباريات بذاتها لعدة أسباب، وأخفقوا في مباريات بوجود لاعبين أجانب في ظل تراكم المشاكل. وفي العام الماضي توافقت الظروف مع الحماس ليتقدم الاتحاد خطوة بعد خطوة إلى أن تجلى في النهائي وهزم الشباب برباعية لا تنسى. وعاد أول من أمس ليتجلى إبداعا وبمدرب مؤقت (عمرو أنور) ودون أجانب في الشوط الأول وبعض وقت الشوط الثاني، متفوقا على الهلال الذي يبحث عن الفوز للبقاء على مقربة من النصر، وفي النهاية تعادل الهلال 2/2 بعد واحدة من أجمل مباريات الموسم. هؤلاء الشبان نموذج يدرس في إنتاجية المواهب، وتؤكد جدوى (التشبيب) الذي انتهجته إدارة محمد الفايز وعادل جمجوم، التي عانت ومازالت من أضرار الديون وتراكمها، واستمر نائب الرئيس عادل جمجوم (رئيسا مكلفا) يحاول ويعمل كي يبقى العميد في الواجهة، وبالتأكيد هذا الإطراء لا يلغي انتقاداتي حول قضايا الديون التي نأمل أن تنتهي سريعا. واليوم يجب أن نعيد ونكرر ما ذكرناه سابقا عن هؤلاء الشبان، بما يقوي الاعتماد على الشباب وأهمية الزج بهم ومنحهم الثقة، والأكيد أن لدى الأندية الأخرى ولا سيما الجماهيرية المواهب التي تتحين الفرصة، ولكنها تنتهي في الفريق الأولمبي الذي يتعامل معه البعض بمبدأ صناعة النجوم، بينما أراه محطة للاكتشاف ومن ثم التصعيد للفريق الأول ومنح الثقة، وهذا موضوع يستحق أن نطرقه لاحقا. أما الشق الثاني فإن سامي الجابر مدرب الهلال (لو) كان محظوظا لما خسر مدافعه الجديد (كواك) مصابا قبل مباراة الاتحاد، في وقت لم يعد هناك بدلاء، وقبله يحيى المسلم بالرباط المتصالب (الصليبي)، والبرازيلي الجديد (ديجاو) وصل ليلة المباراة ولا يمكن أن يلعب في مثل هذه الظروف. وكان من الطبيعي أن يصاب المدرب سامي بالقلق أو الارتباك والحيرة في ظل ما يواجهه خط الدفاع من نقد وضعف وظروف معاكسة. نعم هو أخطأ في وضع كاستيلو (آخر مدافع) فهو بطيء الحركة وردة فعله ضعيفة، بينما سلطان الدعيع أفضل بإمكانات متطورة في التحكم بالكرة والسرعة والتمرير الجيد والقرب من المهاجم. ونجح سامي بتغيير سعود كريري الذي كان ضعيفا، وتسبب في الهدف الثاني بتمريرة قصيرة (خاطئة) في ظل اندفاع الجميع، أجاد فهد المولد في خطفها والسير بسرعة إلى مختار فلاتة ومنه لعبدالرحمن الغامدي مسددا بإتقان. ونجح سامي بإقحام ياسر القحطاني وتغيير مراكز بعض اللاعبين وإعادة الزوري قلب دفاع فتوازن الأداء. هذا العمل التكتيكي عوض به سامي خطأ البداية، وتحسب له إجادة الهلال في أغلب مبارياته التسجيل من العرضيات الهوائية وهذا كان سلبيا مع مدربين سابقا. كذلك تطور واندماج ناصر الشمراني، لكن نيفيز في مباراة الاتحاد كان أنانيا وتسديداته ضعيفة. وفي شأن إيجابي، ربما تكون المباراة انطلاقة للحارس فايز السبيعي الذي أجاد في بعض الكرات. سامي يتطور تدريبيا، ويحسب عليه الإصرار على ياسر الشهراني ظهيرا أيمن، حتى إنه بات عاجزا عن (رفع) الكرة بقدمه اليمنى. وهو يبدع كثيرا في الجهة اليسرى.