دائما ما تراودني الفكرة التي سأكتب عنها اليوم ودائما ما تثير هذه الفكرة التساؤلات في خاطري حول لعبة كرة اليد بالذات على الرغم من ما تحققه كرة اليد على جميع المستويات والأصعدة سواء المنتخبات أو الأندية على المستويات المحلية والخليجية والإقليمية وحتى عند وصولنا للعالمية للمرة الأولى في عام 2011 قدَّم رجال اليد مستويات ولا أروع بتحقيقهم فوزين كاملين بينما لم يخرج بنتائج تاريخية كغيره من المنتخبات على الرغم من وقوعه في مجموعة نارية تضم أبطال العالم وأبطال القارتين الأوروبية والافريقية إضافة لتحقيق عميد الحراس لقب أكبر حارس وواحد من أفضل عشرة حراس مرمى في التصدي للرميات الجزائية أو رميات السبعة أمتار كما يحب عشاق اللعبة أن يُطلقوا عليها. ولم تكتف يد البحرين بهذا القدر من الانجازات بل واصلت مسيرتها في عامي 2014 و2016 بتأكيد زعامتها ليد القارة الآسيوية بلاعبيها المواطنين بالصعود لنهائيات كأس العالم في هاتين المناسبتين أضف إلى ذلك تحقيق أول ميدالية ملونة لمملكة البحرين في الألعاب الآسيوية في كوريا بعد تحقيق المركز الثالث بجدارة وسلسلة الانجازات تطول في لعبة كرة اليد على مستويات الأندية كذلك عبر ناديي النجمة والاهلي فهناك ألقاب عديدة حققتها كرة اليد البحرينية تعتبر مكاسب لمملكة البحرين فيكفي أن أول بطولة خارجية تُسجل باسم البحرين كانت في كرة اليد سنة 1984 بعد تحقيق نادي الوحدة آنذاك النجمة حاليا لقب بطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية الأبطال ومن بعدها اعتلت كرة اليد البحرينية عرش الخليج بتحقيقها الرقم القياسي من الألقاب بثلاثة عشر لقبا خمسة منها للنجمة وثمانية للأهلي وحتى بعد انقطاع الانجاز لأربعة مواسم بعدم تحقيق أي فريق بحريني لأي لقب خليجي في كرة اليد لأسباب عديدة أهمها ضعف الاعداد للبطولات والمبالغ المرصودة للمشاركات الخارجية التي بالكاد تكفي للمشاركة والتعاقد مع محترفين من المستوى المتوسط قد نجد الافضل منهم في ملاعبنا المحلية لكن البحث عن اللقب أو الانجاز يحتاج مستويات أعلى من الموجود. لا أعلم هل كلامي اليوم مناسب طرحه في هذه الفترة أم غير مناسب طرحه في هذا الوقت علما بأنه قد سبق طرحه سابقا ولن يتوقف الطرح عن التجدد. بالطبع تُشكر وزارة الشباب والرياضة على دعمها للأندية ورصد الموازنات لمشاركاتها الخارجية بعيدا عن المخصصات الثابتة لها لكن أتمنى من وزارة الشباب أن تبدأ في إعادة النظر في مشاركة أندية هذه اللعبة بالذات عبر اعادة جدولة موازناتها بشكل أكثر واقعية مما هي عليه اليوم خصوصا مع تغير أسعار التعاقد مع اللاعبين المحترفين إن كان المطلب محترفين من الطراز العالي والهدف هو المنافسة ولا أعتقد أن أي فريق في هذه اللعبة لا يريد المنافسة. دائما ما يدور في خاطري لماذا كرة اليد؟ وعلى الرغم من انجازاتها وتقدمها على أغلب الالعاب في البحرين تعاني كل تلك المعاناة؟ لماذا يتم تقييمها بالثمن القليل وكأنها لعبة ثانوية بينما هي اللعبة صاحبة الانجازات الاولى في أي استحقاق تشارك فيه؟ كل تلك الأسئلة مقارنة بالاهتمام الذي تحظى به اللعبة التي دائما ما تكتفي بشرف المشاركة فقط وهدفها الأول هو الظهور المشرف بعيدا عن أي انجاز!!! لا ننكر الدعم الذي تتلقاه اللعبة على مستوى المنتخبات والأندية لكن يجب أن يُنظر لكرة اليد على أنها لعبة الإنجازات الأولى في مملكة البحرين ضمن الألعاب الجماعية سواء على مستوى الصالات المغلقة أو كرة اليد الشاطئية وتحتاج للإنصاف بشكل أكبر مما هي عليه كي تزيد من إنجازات المملكة مستقبلاً. هجمة مرتدة لا أعلم إلى متى تصر الجمعية العمومية لكرة اليد على رفضها دخول اللاعب الأجنبي المحترف لملاعب البحرين والمشاركة في مسابقاتها بعد كل التجارب الفاشلة مع المحترفين الذين تتعاقد معهم الأندية للمشاركة في البطولات الخارجية دون تجربة ومعرفة مستوياتهم سوى عن طريق التسجيل بالفيديو فقط.