تؤكد الجهود البحثية التي قامت بها الباحثة ذهيبة حسن الأحبابي، الحاصلة على ماجستير في الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في جامعة الإمارات، عن مدى تطور الغطاء النباتي في إمارة أبوظبي، أن المساحات الخضراء في تمدد مستمر، بما يقارب 9 مرات منذ عام 1973 إلى عام 2010، ومن أهم العوامل وراء هذه الزيادة الجهود التي تبذلها حكومة أبوظبي من أجل تحسين جودة البيئة، من خلال تطوير الزراعة وتخضير المناطق الصحراوية في المناطق السكنية، ومحاذية للطرق السريعة للحد من زحف الرمال، إضافة إلى زيادة أعداد الحدائق والمنتزهات العامة والأراضي الزراعية والغابات. وتتحدث الباحثة عن نتائج دراستها موضحة نسبة تطور الغطاء النباتي في إمارة أبوظبي، قائلة: راقبت خلال دراستي، تطور الغطاء النباتي في مدينة أبوظبي منذ أوائل السبعينات عام 1973، وحتى عام 2010، من خلال دمج تقنية الاستشعار عن بعد وتقنية نظم المعلومات الجغرافية وتوظيف سلسلة من الصور الفضائية الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية لمعرفة معدل الزيادة والنقصان في الغطاء النباتي في مدينة أبوظبي، ومقداره من حيث المساحة والنسبة المئوية، وتتبع مسار الغطاء النباتي خلال نموه، ومقارنة النتيجة بخطة حكومة أبوظبي 2030. ومن أهم النتائج التي أظهرتها الدراسة أن الغطاء النباتي ازداد ونما بشكل واضح بما يقارب 9 مرات منذ عام 1973 إلى عام 2010، وزادت المساحات الخضراء بشكل كبير من 5300 هكتار بنسبة 0.36% في عام 1973 إلى 19100 هكتار بنسبة 1.40% في عام 1981، وتمركزت هذه الزيادة في الجزء الغربي ممتدة إلى الشمال الشرقي من إمارة أبوظبي، أما الفترة الثانية وتمتد بين عامي 1986 و1992، فكانت الزيادة طفيفة في مساحة الغطاء النباتي بنسبة ارتفاع من 1.40% إلى 1.94%، وأخذت هذه الزيادة نفس الاتجاهات من الغرب إلى الشمال الشرقي على طول الساحل وعلى حواف بعض الجزر، غير أنه لوحظ امتداد الزراعة والتخضير باتجاه الداخل، وتحركها نحو الجنوب الشرقي لأول مرة، بحسب الأحبابي. وتضيف: في الفترة الممتدة من 1992 إلى 2010 حصلت زيادة ضخمة لتصل نسبة المساحة الخضراء إلى 3.50% في 2010، بعد أن كانت 1.49%، وهذا يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة أبوظبي من أجل زيادة المساحات الخضراء في الإمارة وضواحيها، وأخذ التحضير في تلك الفترة يمتد ويزداد في نفس الاتجاهات على شكل نجمة بثلاث رؤوس، شملت داخل جزيرة مدينة أبوظبي والمناطق المجاورة، وطول حواف خط الساحل وحواف الجزر المحاذية لها، أيضاً الأجزاء الممتدة والمحاذية لطريق دبي أبوظبي باتجاه الشمال الشرقي، وعلى شكل حزام من الغطاء النباتي في الداخل الصحراوي على طول الطريق الممتد بين العين وأبوظبي، والمناطق المجاورة للطريق في اتجاه الجنوب الشرقي. وتوضح الأحبابي أهم العوامل وراء هذه الزيادة الملحوظة، وأسبابها، قائلة: منذ تولي المغفور له، بإذن الله، تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم، كانت هناك زيادة واضحة في عوائد النفط، تم توظيف معظمها في القطاع الزراعي لمسايرة ركب تطور هذا القطاع في الإمارات المجاورة كدبي والشارقة، وكنتيجة للجهود التي تبذلها حكومة أبوظبي منذ قيام الاتحاد، في سبيل تحسين القيمة النوعية والجمالية للحياة في المنطقة من خلال تطوير الزراعة والتخضير، فإن معظم المناطق الصحراوية تم تطويرها وتوظيفها كحدائق ومنتزهات وأراض زراعية وغابات محاذية للطرق السريعة والمناطق السكنية للحد من زحف الرمال وتحسين جودة البيئة. وتضيف: دعم الحكومة للزراعة يعتبر من أهم عوامل زيادة المساحات الخضراء في أبوظبي، حيث منحت الحكومة الأراضي للمواطنين مجاناً وحفرت فيها الآبار من دون مقابل، إضافة إلى توفير البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية بنصف التكلفة، ودعم الخدمات الفنية كتركيب نظم الري. وبالنسبة لخط الساحل والجزر المجاورة، فتتغلب أشجار القرم على طبيعة الغطاء النباتي هناك، إضافة إلى بعض الحشائش البحرية والأعشاب، بحسب الأحبابي. وتتميز أشجار القرم في أبوظبي بأنها في ازدياد مستمر وحماية من قبل الحكومة، على عكس وضعها في الدول الأخرى، فهي تلعب دور مهماً وفريداً من حيث الحد من الآثار السلبية لتغير المناخ، إضافة إلى أنها تمثل حاجزاً لحماية المناطق الساحلية ضد حالات الطقس السيئة، و تعتبر حصانة لتعزيز التنوع البيولوجي، من أرصدة سمكية وطيور مهاجرة في المنطقة.