الماكير عباس علي ميرزا تشدك في الوهلة الأولى عند اللقاء به في كواليس غرفة المكياج رشاقة أصابعه التي تخطط الوجوه بكل ثقة.. ومن ثم تقنعك عيناه بأنك تقف أمام محترف للمكياج المسرحي والتلفزيوني الذي لم تتمخض به الدراسة الأكاديمية لتنجبه في عمق الفن لا بل هو كما قال أنا ابن التجربة. كان كأي طفل يحاول إبراز مواهبه الخفية.. في صفه الرابع الابتدائي وضع يده على مكمن الإبداع عنده.. فكان يرسم لوحات من هنا وهناك.. وصنع أول مجسم حطمه استاذه غيظاً بأن التجسيد حرام ليكسر بصرخته حاجز خوف ذاك الطفل وقفز التحدي في رأسه ليكون الدافع في خوض غمار الفن. في عامه الخامس عشر شارك في كرنڤال تنكري ضمن احتفالات مدرسته بالعيد الوطني.. حيث صمم شخصية البطل للفيلم الاجنبي Terminator وحاز على المركز الأول.. ومنها كانت الانطلاقة الفعلية نحو المكياج. بأقل الإمكانيات ومن تحويل أبسط الخامات لمواد تجميلية يمكن الاستعانة بها، صقل تجربته في المكياج من خلال الأعمال التطوعية، ولم يتوقف عباس عند هذا الحد، فقد برع في الديكور والأعمال اليدوية والأزياء والاكسسوارات. حاول التعلم بشتى الطرق، من خلال تجميع الصور لأعمال من الفنانين العالميين وإعادة التطبيق لملامحها، ولجأ لأحد المحترفين ليعلمه أساسيات هذا الفن ولكنه خذله، فلم يوقفه الخذلان عن طموحه في التعلم من هنا وهناك، وبالرغم من ذلك كله لم يحظَ بفرصة لدراسة هذا الفن أكاديمياً. المبدأ الذي يتخذه عباس في فنه هو جعل الأمور تبدو للجمهور بطبيعتها بعيداً عن التكلف ومن هنا كان المحرك لشق طريقه، وكانت نظرته الثاقبة للوجوه معينة في حفظ التفاصيل من أول مرة ليعيد تجسيدها، وأهم ما يبرع في تخطيطه، الشخصيات التاريخية والفنتازية، والجروح والاصابات التي خاض الكثير من التجارب في العمل عليها. شارك في العديد من المحافل المحلية كالمهرجانات والفيديو كليبات والمسرحيات، منها مسرحية البيوت أسرار للمخرج أحمد الصايغ، ومسرحية الشاطر حسن للمخرج عبدالله سويد، وخليجياً شارك في المملكة العربية السعودية فقط. أهم ما يقوم به عباس بعد الانتهاء من أي شخصية التقييم الذاتي الذي يوجهه لمواقع الخطأ فيتفادها لاحقاً، وبالرغم من عشقه لعمله إلا أن هناك الكثير من التحديات التي تلاحق هذا الفن كعدم الحصول على التعليم الكافي، والتحديات المادية لغلاء المواد والخامات، واحتكار بعض الفنانين للأعمال دون غيرهم وعدم حبهم لمشاركة خبراتهم مع الآخرين، وسيطرة هاجس المنافسة، ولا وجود لجهات حاضنة، وتحديات أخرى خاصة بمواقع العمل كعامل الوقت الذي يحاصر به الماكيير بعدد كبير من الممثلين. وأخيراً يطمح عباس أن يقفز من الدائرة المحلية للخليجية ومنها تكون بوابة العبور للعربية والعالمية، مؤكداً أنه في حال تم عرض أعمال تلفزيونية عليه ستكون ضمن إطار مشروط.