×
محافظة المنطقة الشرقية

الرياضيون: السيطرة على وسط الملعب واحترام الخصم طريق الأخضر للانتصار

صورة الخبر

قال ماركس: «اكتفى الفلاسفة بتفسير العالم، ولكن المهم هو تغييره! والحقيقة أننا كلنا مثقفون». فما الحضور الذي نرجوه من مثقف محدد بذاته، وما الغياب الذي نعاتبه عليه؟! نحن نؤمن بأن الأثر الذي يخلِّفه المثقف لن يكون، وهو غارق في قوقعته لا يسمع نداءه إلا هو، بل المأمول والمنتظر منه إحداث أثر ملموس في المجتمع، يميزه عن غيره ممَّن يحملون معارف نظرية فقط، لذا يتعرض إلى كثير من النقد كون دوره يقتصر على جني الشهادات والخبرات، والممارسات الذاتية، والنشاطات الذهنية، وإقامة الندوات والمحاضرات، وإثراء الجانب المعرفي مع إهمال كامل للجانب العملي! فما فائدة هؤلاء المثقفين حين «تعج» بهم دولهم وهم عاجزون عن أن يحلُّوا عُقدها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وما الفائدة أيضاً من حشو عقول أفراد المجتمع بمعارف نظرية غير قابلة للتحقق؟! «كما عليك أيها المثقف أن تكون شديد الانتماء إلى مشكلات مجتمعك». وهو ما قاله الجابري، «حاذقاً» في فرض حلول جريئة خارج صندوق المتوقع، والمطروح، «فغيابك عن» صراعاته وقضاياه، «يهمِّش أهمية حضورك»، فكيف يُنشد الوجود والحضور لـمَنْ لم يصنع الأثر الواقعي؟! فحتى تكون حاضراً، وإن غيَّبك المرض، أو الموت، عليك أن تحرص على القرب من منابع السلطة، وتشارك اللجان في إيجاد حلول لمشكلات مجتمعك، وأن تكون جريئاً واثقاً من رؤيتك وقدرتك على التغيير، فتتقدم لترشيح نفسك إلى مقاعد الوزارات والإدارات حتى تلعب دوراً ديناميكياً مهماً في إقناع أصحاب القرار برؤيتك. تبقَّى نوع من المثقفين، وهم الذين عجزوا عن الوصول إلى منصات التغيير، ولم يمتلكوا إقناع السلطة والمجتمع بآرائهم، فآثروا الانزواء في منافٍ حقيقية، أو نفسية، وانكبوا يحدثون التغيير على صفحات الورق، آملين ولادة مثقفين أكثر جرأة منهم، يحملون «لواءاتهم النظرية» إلى أرض الواقع.