اشاد الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم (الإثنين)، في هافانا بما اعتبره «يوماً جديداً» في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، مع اقراره باستمرار وجود «خلافات» فعلية بين البلدين. وأكد اوباما في اليوم الثاني من زيارته التاريخية أن مستقبل كوبا «سيقرره الكوبيون»، لكنه شدد على أن بلاده ستواصل اجراء «محادثات صريحة» مع السلطات الكوبية حول المسائل الخلافية. وقال بعد محادثات مع نظيره الكوبي في «قصر الثورة» في هافانا: «اجرينا مشاورات جيدة حول قضايا الديموقراطية وحقوق الانسان»، مضيفاً: «أمل بان تظهر زيارتي مدى استعدادنا للبدء بفصل جديد في العلاقات الكوبية الاميركية». ورغم أن اوباما اشاد بـ «روح الانفتاح» التي يتحلى بها نظيره الكوبي، فقد شهد ردوداً حادة من جانب الأخير حين وجه اليه صحافي أميركي سؤالاً عن المعتقلين السياسيين في كوبا. وفي رد على سؤال بشأن السجناء السياسيين طالب كاسترو غاضباً بإبراز قائمة بمثل هذا النوع من السجناء مؤكداً موقف كوبا بعدم وجود سجناء سياسيين لديها. وقال كاسترو: «أعطني قائمة بهؤلاء السجناء السياسيين الآن وإذا فعلت فسيطلق سراحهم قبل نهاية هذه الليلة». وجدد الرئيس الأميركي دعوة الكونغرس الى رفع الحظر المفروض على كوبا، وقال إن «قائمة الاجراءات التي يمكننا اتخاذها على الصعيد الاداري تقلصت الى حد كبير والتغييرات تبقى اليوم رهناً بالكونغرس». وأعاد البلدان العلاقات الديبلوماسية في تموز (يوليو) 2015 بعدما شطبت واشنطن في ايار (مايو) الماضي، كوبا من لائحة الدول التي تدعم الإرهاب. لكن الخلافات لا تزال كبيرة بين العدوين السابقين ابان الحرب الباردة. وحض أوباما كوبا على تحسين سجلها الديموقراطي والحقوقي، لكن كاسترو رد بانتقاد «ازدواج المعايير» من جانب الولايات المتحدة. وقال أوباما إنه وكاسترو أجريا مناقشات «صريحة وودية» بشأن حقوق الإنسان وأوجه التعاون. وقال كاسترو إنه بوسع البلدين تطوير العلاقات إذا رفعت الولايات المتحدة عقوبات تجارية قائمة من 54 عاماً عن كوبا. وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك رد خلاله كاسترو في خطوة نادرة على أسئلة الصحفيين: «لا تزال بيننا خلافات جادة بينها ما يتعلق بالديموقراطية وحقوق الإنسان». واجتماع الزعيمان وجهاً لوجه بعد يوم من وصول أوباما في أول زيارة لرئيس أميركي إلى كوبا في نحو 90 عاماً. ولم يكن يخطر على بال أحد أن يزور رئيس أميركي المقر الخاص للسلطة في كوبا قبل المصالحة التي قام بها أوباما وكاسترو في كانون الأول (ديسمبر) 2014. وأنهى هذا الفصل الجديد عقوداً حاولت خلالها أميركا إجبار كوبا على الخروج من عزلتها. لكن أوباما يواجه انتقادات في الولايات المتحدة لدفع حكومة كاسترو الشيوعية للسماح بالمعارضة السياسية ولفتح اقتصادها بشكل أكبر.