×
محافظة الحدود الشمالية

عام / أمير الشمالية يلتقي رئيس بلدية شعبة نصاب

صورة الخبر

ونحن في قلب أيام الشارقة المسرحية تلتقي أكثر من مناسبة ذات وقع جميل على القلب.. يوم الشعر العالمي، ويوم المسرح، ويوم المرأة، وكلها أيام للمسرحي، والشاعر، والروائي، والموسيقي، والرسام. أيام على وقع الجمال والإبداع. لا يستطيع الشعر أن يوقف حرباً، أو يمنع مجاعة، أو يوقف وباءً، أو يملأ العالم بالقمح والزهور، أو يقتل طاغية، ولكن الشعر، هذا المصنوع من القلب والماء والعطر يستطيع أن يحمل الإنسان على الأمل، ويبشر دائماً وأبداً بثقافة الجمال، ويستطيع الشعر أن يبعث على الرقة والطيبة والحنان. ويستطيع الشعر أن يرسل هداياه الصغيرة الحميمة للطيبين والبسطاء والأحياء دائماً تحت سقف الحب. الشعر هو الحب. الشعر أغنية أبدية ترددها البشرية على ذمة إنسانية واحدة، والشعر موسيقى يسمعها حتى الأصم، والشعر بصيرة ومرايا وحدوس. الشعر بيان وبلاغة ومجازات.. هي ذاتها التي تؤسس له سحره وبهجاته وأنواره الخضراء. الشعر هو المسرّة، والشعر نداءات وأشواق وشغف وحياة مبنية على الخفة والمرح والبهاء. لهذا، ولغيره، يعيش الشعر في الزمن وفي التاريخ وفي الذاكرة. إنه فن القواسم البشرية المشتركة، تماماً كالموسيقى. والشعر اسم موحد للحب والطمأنينة والنبل والصفاء. والشعر صداقات وأخوة وعائلية دافئة، وثقة مطلقة بالإنسان وقدرته على صنع أغنية صغيرة من اللغة بوسعها أن تكون كلمة العالم. بهذا النبل، وبهذه الإشارات التي ترسلها مادة الشعر، فإن هذا الفن الأخلاقي التاريخي يلتقي تماماً مع مادة المسرح، وروحه، وتلتقي طاقته العبقرية القديمة مع طاقة المسرح. يؤكد المسرحيون، أن فن الخشبة هو فن الصوت، وفن الموسيقى، وفن الضوء، وفن جسد ولغة الجسد، كما هو فن الحوار، وفن الإلقاء.. هذا كله في المسرح، وهذا كله، أيضاً في الشعر. في الشعر طاقة تشكيلية، كما في الشعر توثّب دائم إلى الغناء، ورغبة متوالية في تحويل الكلام إلى نشيد، وفي الشعر شيء كثير من هواجس الفيلسوف والمفكر. في الشعر، أيضاً، ذلك الراوي أو السارد. فيه نوع من (حكواتي) حميم لا يفصح عما في قلبه إلا في إشارات أبجدية عابرة. وفي الشعر ملاك بأجنحة بيضاء. في الشعر نوع من الطيبة والعفو والتسامح. وفيه نقاء بشري ومتواليات لا تنتهي من الجمال. في الشعر شيء من المسرح، وفي المسرح شيء من الشعر.. إنهما فن الأمومة والرفق والصفح. الشعر والمسرح فنا الحب واللقيا والمصافحة. فن العناق الأبوي والأمومي. فن قدرة الإنسان على أن يصل إلى الذروة في طيبته، وخلقه وآدميته. نعيش بهاءات أيام الشارقة المسرحية، ونعيش في الآن ذاته حميميات الشعر في يوم الشعر.. الفن الذي له كل الليالي.. وكل الأيام. الشعروالمسرح.. فن الحياة.. فن ثقافة وتعاليم وتربية الحياة. yosflooz@gmail.com