يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 هو يوم انعقاد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي سيتحدد على إثرها هوية الرئيس الأميركي الخامس والاربعين .. لانعرف ان كان جمهوريا او ديموقراطيا .. رجلا ام امرأة لكن بالتأكيد سيمثل توجهات الناخب الاميركي على الصعيد الداخلي في المقام الاول ثم السياسات الخارجية . ما يعنينا بالتأكيد السياسات الخارجية خاصة تلك المتعلقة بالتوجهات الاميركية حيال منطقتنا التي لم تعد - كما ارى - بذات الاهمية التي كانت عليها في السابق بالنسبة لصانعي السياسة الاميركية، حيث من الواضح ان تلك الاهمية تراجعت الى مراتب متأخرة عطفا على السياسات الاميركية التي عشنا في الخمس سنوات الاخيرة ، فالاهتمام الاميركي تركز وبشكل اكبر على امن (اسرائيل) اكثر من الخوض في النزاعات الحاصلة والازمات المستمرة في المنطقة العربية بما فيها الصراع العربي الاسرائيلي الذي تفردت الولايات المتحدة دون القوى العالمية الاخرى والذي لازال يراوح مكانه دون تقدم يذكر الا التقدم الحاصل في قضم المزيد من الاراضي واقامة المستعمرات عليها رغم انها خارج القانون الدولي ورغم عدم الاعتراف بها ولكن ذلك لايهم طالما يحقق الرغبات الاسرائيلية ويضمن اصوات اليهود واللوبي الخاص بهم المتغلغل في دوائر صنع القرار الاميركي بشكل لايمكن انكاره ولا حتى تجاهله . والمتتبع للمرشحين لسدة الرئاسة الاميركية سنجد ان الخطاب المعادي للعرب والمسلمين اخذ في الارتفاع كونه يجد صدى لدى الناخب الاميركي وبالتالي يرضي اللوبي اليهودي في اميركا وهذا يعني الحصول على المزيد من الاصوات وهذا هو الهدف . والسؤال الذي لازال مستمرا .. اين موقعنا كعرب في اجندة الساسة الاميركية ؟ الاجابة على هذا السؤال تعتمد علينا لا على غيرنا .. فنحن من يقرر مصيرنا لتكون كلمتنا مسموعة وليكون قرارنا ملكنا .. هذا لايعني اننا نعيش في معزل عن الاخرين او نتقوقع على انفسنا فهذا ليس واردا ولا يتطابق مع العقل والمنطق والواقع .. لابد ان تكون لنا علاقات استراتيجية متبادلة المنافع في اطار يحقق لنا وللاطراف الاخرى منافع مشتركة .. ليس مطلوباً منا ان ننصاع لقرارات لاتخدم مصالحنا فمصالحنا القومية تأتي في المقام الاول ولايمكن التنازل عنها لنحقق مصالح الآخرين، والسياسات التي انتهجناها في السنة الاخيرة تحديدا واضحة المعالم وتقودنا في الاتجاه الصحيح.