بروكسل رويترز حذر وزير خارجية روسي سابق أمس من أن المواجهة بين الشرق والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية جعلت من خطر اندلاع حرب نووية في أوروبا أكثر ترجيحا من أي وقت مضى منذ الثمانينيات. قال إيجور إيفانوف الذي شغل منصب وزير الخارجية الروسي بين عامي 1998 و2004 ويرأس حاليا مؤسسة بحثية مقرها موسكو أسستها الحكومة الروسية «أصبح خطر المواجهة باستخدام أسلحة نووية في أوروبا أكثر من الثمانينيات». وبعد أن خفضت روسيا والولايات المتحدة من ترسانتيهما النووية بدا أن الوتيرة أصبحت أبطأ. وتقول مؤسسة ستوكهولم الدولية لأبحاث السلام إن كل بلد منهما تملك ما يزيد قليلا عن 7000 رأس نووي حتى يناير من عام 2015 بما يمثل 90% من الترسانة في العالم. وقال إيفانوف في حدث ببروكسل يشارك فيه وزراء خارجية أوكرانيا وبولندا ونائب أمريكي «لدينا رؤوس نووية أقل لكن خطر استخدامها يتزايد». وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج روسيا من تخويف الدول المجاورة لها بالحديث عن الأسلحة النووية معبراً بشكل علني عن مخاوف أوساط المسؤولين الغربيين. وألقى إيفانوف بالمسؤولية عن زيادة مثل هذه الاحتمالات على درع الدفاع الصاروخية التي تقيمها الولايات المتحدة في أوروبا. ويقع جزء من هذه الدرع في بولندا ومن المقرر أن يدخل الخدمة في 2018 وهو الأمر الذي يكتسب حساسية بالغة لموسكو لأنه يأتي بالقدرات الأمريكية في منطقة قريبة من حدودها. لكن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي يقولان إن الدرع مصممة لحماية أوروبا من هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية وغير موجهة ضد روسيا ولا يمكنها إسقاط صواريخها. وقال إيفانوف «يمكن أن يصبح من المؤكد أنه بمجرد نشر الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي في بولندا فإن روسيا سترد بنشر منظومة دفاع صاروخية خاصة بها في كالينينجراد» في إشارة لأراضي روسيا في منطقة البلطيق. وفي تصريحات من المرجح أن تثير قلق دبلوماسيين أوروبيين ومن حلف الأطلسي الذين يسعون للتوصل لحل سياسي للصراع في أوكرانيا الذي قتل فيه أكثر من 9000 شخص منذ إبريل 2014 قال إيفانوف إن فرص عقد مصالحة أشمل بين أوروبا وروسيا ليست كبيرة. وقال إيفانوف «سبل أوروبا وروسيا تتباعد بشكل جاد وستبقى كذلك لفترة طويلة على الأرجح لعقود قادمة». وأضاف «هذه الخطط الجميلة يجب أن ننساها» مضيفا أن قدر روسيا الآن هو قيادة أوراسيا الممتدة من روسيا البيضاء وحتى حدود الصين.