في كل عام تتحفنا الأحساء بمناسبة جميلة تتمثل في تجمع للرعيل الأول لخريجي مدرسة الهفوف الأولى والتي كانت في الحقيقة مدرسة تعتبر وكما يطلق عليها (أشبه بجامعة). فقد كانت أحد أهم لبنات تأسيس التعليم النظامي في المملكة. وقد كان وجود الكثير بها من خارج المنطقة لهو دلالة على دور الأحساء وأهلها في تحريك عجلة التعليم في المملكة. وهذا ليس بجديد، بل ان الأحساء معروفة منذ القدم بأنها أحد مراكز منارات العلم التي يأتي إليها الكثير للتزود من جميع أنواع العلوم من مجالسها العلمية قبل بدء التعليم النظامي. وأثناء الطفرة السكانية والعمرانية والاقتصادية قبل عدة عقود كان من الواضح ضرورة بناء جامعة في المنطقة الشرقية تكون مساندة لجامعة الملك فهد للبترول و المعادن. وأصبح الحلم حقيقة وتم إنشاء جامعة الملك فيصل لتكون الأحساء مقرا رئيسا لها وفرع آخر في مدينة الدمام. ولكن كان واضحا من البداية أن الأحساء يجب أن تكون لها جامعة خاصة بها بسبب الكثافة السكانية والزيادة المطردة في أعداد الطلبة والطالبات. وبالفعل فقبل عدة سنوات تم فصل فرع مدينة الدمام لتكون لديها جامعة باسم جامعة الدمام وجامعة الملك فيصل في الأحساء. وقد لعبت جامعة الملك فيصل دورا كبيرا في تعليم النشء وتخريج الكثير ليكونوا جزءا أساسيا في تحريك نهضة البلد. إلا أن هناك أمرا مهما وهو الدور الذي قامت به الجامعة في توظيف وتعيين أبناء المنطقة في مناصب علمية في الجامعة زادتهم خبرة وليتم بعدها تعيينهم في أعلى المناصب الحكومية أو الأهلية. وهذا أمر بديهي لكل جامعة في أي مدينة سواء في المملكة أو غيرها وذلك من خلال خدمة المنطقة سواء من الناحية الاقتصادية أو العلمية أو الثقافية. فوجود جامعة في أي منطقة هو في الحقيقة إثراء للمعرفة والبناء. وكما يسمونها في الغرب تسليط الضوء على المواهب المحلية (لوكالز). وبعد أن أصبحت جامعة الملك فيصل منفصلة عن فرعها في الدمام توقع الجميع أن يكون هناك تسليط للضوء بصورة أكبر وأوسع على تنمية وإبراز مواهب المنطقة المعروف عنهم إبداعهم في الأمور الإدارية والعلمية. ولكن رغم أنني لا أتحدث هنا بأسلوب مناطقي أو قبلي ولكن الأكفأ هو أحق بالمنصب، ولكن كما يقولون (شي ما شفناه ولكن بالعقل عرفناه). فرغم أنني لست من المطلعين على خفايا الأمور في الجامعة، إلا أنني ومنذ فترة الاحظ غياب الكثير من الأسماء التي أعرفها من عوائل الأحساء (وأرجو أن أكون مخطئا). وهذا يحتم سؤالا لابد من توضيحه حيال كيفية تسليط الضوء على المواهب الإدارية والعلمية من أبناء المنطقة إذا لم نرهم في أروقة الجامعة. فمعظم المناصب الحكومية الرئيسة يتقلدها أكاديميون في الجامعات ولكن بعد كسب الخبرة وصقل الموهبة. وإذا لم يتم إعطاء الفرصة لأبناء المنطقة التي تتواجد بها الجامعة فاحتمال معرفة أصحاب المواهب في مكان آخر يكون أضعف. فيا جامعة الملك فيصل أحس أن هناك شيئا ناقصا.