ضمن فعاليات أيام الشارقة المسرحية، أقيم مساء أمس الأول في قصر الثقافة، حفلٌ تكريميٌ احتفاءً بالفنان القدير غانم السليطي، وقدم الحفل الفنان أحمد الجسمي رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني. قال الجسمي: إن تكريم غانم السليطي، هو بمثابة تكريم لجيل ولمرحلة فنية ثرية بالقيم الكبرى، فالسليطي رمز من رموز المسرح في دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة في دولة قطر، وهو من جيل الأوائل الذين اجتهدوا وضحوا في سبيل تأصيل الفن المسرحي وجعله ملتصقاً بقضايا مجتمعه، ومعبراً عن طموحاته وآماله. واستعرض السليطي تجربته الفنية التي امتدت لأربعة عقود، من العطاء المضني مسرحاً، وتمثيلاً درامياً، بكل ما تكتنزه التجربة من مآس ومسرات، والفنانين الذين عمل معهم مشكلين جيلاً من المبدعين في المسرح والدراما. توالت بعدها شهادات كوكبة من الحضور أبرزها محمد المنصور، الذي استعرض الكثير من محطات عطاء السليطي ومنها موقفه المتميز مما شهدته الكويت من أحداث في بواكير التسعينيات من القرن الماضي، حيث استطاع السليطي أن يزرع بصمته في ذاكرة المسرح القطري والخليجي والعربي، أما الفنان طارق العلي فثمّن تكريم الشارقة لحصاد وعطاء السليطي الذي يأتي بمثابة المحفز والدافع لمواصلة العطاء من أجل فجر مسرحي متجدد. وقد أصدرت إدارة المهرجان، كتاباً تحت عنوان غانم السليطي.. فنان المسرح الخليجي، الرأس المسكون بالناس، شارك في إعداده صالح غريب، ومحمود سليمان، وعبدالستار ناجي، واستعرض الكتاب مسيرة السليطي، متضمناً عشرات الشهادات لكبار المسرحيين العرب وخاصة الخليجيين، ونماذج مما كتبته الصحف عن تجربة السليطي ونماذج من ملصقات مسرحياته. من الشهادات التي تضمنها الكتاب، كلمة الفنان مرعي الحليان، يقول فيها: أزعم في البداية أن سبر أغوار أو بحث أو دراسة متعمقة تفتش عن ملامح الخطاب المسرحي في مسرح غانم السليطي، لا يمكن فيه الفصل بين عاملين اثنين، هما: حياة الفنان نفسه التي انصهرت في المسرح وانصهر المسرح فيها، والعامل البيئي الذي دفع ظاهرة السليطي لكي تكون حاضرة في واقع المسرح الخليجي المعاصر وبالضرورة واقع المسرح العربي. إذ تشتبك أقدار السليطي الفنان بالأقدار التي أحاطت ببيئته، فولد فناناً حاملاً راية خطابه المسرحي اللاذع، ومبضع الجراح الذي يفتش عن العيوب ليظهرها ويهزأ منها، ويضحكنا عليها إلى الدرجة التي يجعلنا نعترف بقبحها ومأساويتها.