×
محافظة جازان

عام / دورات تدريبية لقيادات العمل البلدي بجازان

صورة الخبر

الثورة التكنولوجية والمعلوماتية من أبرز التحديات المعاصرة التي اقتحمت حياة الطلاب وتغلغلت في تطورهم الفكري والمعرفي، والتي شهدت دوراً مهماً محورياً شمل كافة جوانب الحياة وأخذت تبحر في عالمنا حتى جعلت العالم قرية صغيرة. إلا أن بعضاً من الجيل المعاصر أساء استخدامها وأصبحت سلاحاً ذا حدين في تحقيق الأهداف المختلفة، وكان لدور الجامعة مهام مهمة في توعية الطلاب بطبيعة العصر الذي نعيشه، واستيعاب الاتجاهات الفكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية المعاصرة، وأن تكون تخصصات واتجاهات الطلبة تلائم احتياجات السوق بحيث تتوافق مع هذه التحديات بوضع الجامعة خطط وأدوات مبنية على أسس ونظريات علمية عالمية بالتعاون مع عدد من الخبراء والمختصين. من خلال هذا التطور الذي اقتحم الحياة بشكل عام حرصت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إبداء اهتمامها بتصميم البرامج الأكاديمية التي تتلاءم مع التحديات المعاصرة والتي تنصب في مصلحة الطلاب وتشجعهم على الدراسة ويكون الطالب مهيأ معرفياً وفكرياً في مسيرته التعليمية لتحقيق الصدارة والمنافسة وفق أرقى المعايير العالمية. مواجهة التحديات قال الدكتور أحمد عبدالله الكندري رئيس جامعة الجزيرة: يشهد العالم حالياً ثورة علمية غير مسبوقة حيث يتسابق الجميع للسيطرة عليها وامتلاكها سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، وتشمل التغييرات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية، لذا يجب علينا أن نضمن آلية موضوعية لترخيص الجامعات، ونضمن أن الجامعة تمتلك المقومات الأساسية سواء من البنية التحتية أو الخبرات المؤهلة وضوابط صحيحة لترخيص الجامعات، وهذا ما هو منصوص عليه في اللوائح، حيث يجب تدارك هذه الأمور لمصلحة أبنائنا. وكذلك أؤكد وضع آلية عادلة لضمان التنافس بين الجامعات وتقييمها، فلا يكون هناك جامعة خارقة، حيث إن هناك جامعات عليها شبه ملاحظات مما يخلق نوعاً من الانحلال والاختلال بين المؤسسات وكذلك يؤثر في الطلبة، فلابد للجهات السيادية العليا وضع الضوابط الكفيلة بعدم تأثير الأهواء الشخصية في ضمان أداء المؤسسات الجامعية لرسالتها والتي بلا شك ستؤثر في مستقبل طلابنا. وأكد أهمية وضع سياسة واضحة للمؤسسات في الدولة في التعامل مع جميع الجامعات التي تعمل تحت مظلة التعليم العالي بآلية موحدة واعتماد كافة الشهادات، ودون التأثير في تشجيع الطلبة على الالتحاق بالجامعات أو الدورات التدريبية التي تتقن مستواهم الأكاديمي والمهني، وكذلك وضع آلية للتصنيفات بين الجامعات بكل موضوعية وعدالة تحكمها معايير تتعلق بمكونات العملية التعليمية. إن دور الإدارة الجامعية ليس فقط مجرد تزويد الطلاب بالخبرات والتدريب وإنما أيضاً البحث عن نظم تربوية تتوافق مع هذه التحديات حتى يمكن إكساب الطلاب مهارات التكيف والأخذ بالمخاطرة والمرونة والتنبؤ بالمستقبل. كما يجب توجيه الطلاب إلى الأسلوب العلمي في التفكير بما يتطلبه من النقد والتحليل وإبداء الرأي والإلمام بالمعارف الحديثة، وأن نضع في إدراكنا التنافسية العالمية وأن التنمية تطلب منا سياسات تترجم هذا التوجه من خلال منظومتنا التعليمية. انعكاس التحديات على التعليم ومن جهته قال الدكتور خالد الخاجة عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان: إن أبرز التحديات المعاصرة هي حالة السيولة الجغرافية والمعلوماتية بين الدول وهيمنة الكيانات الكبرى إعلامياً وثقافياً على المجتمعات، وحضورها الطاغي على الشبكة العنكبوتية وقدرتها الكبيرة على التأثير في المشهد الثقافي والإعلامي والاجتماعي الراهن، وما يفرضه ذلك من تحديات خاصة على المؤسسات في مجتمعاتنا العربية. أما انعكاسات ذلك على التعليم العالي فإن الجامعات أصبحت معنية بإخراج منتج طلابي قادر على المنافسة، فلم يعد سوق العمل محلياً لكن أصبحت المنافسة عالمية سواء في المهارات البشرية التي يجب أن يكتسبها خريج الجامعة أو قدراته النوعية، وهذا يفرض على الجامعة إن لم تكن سابقة بخطوة دائماً فلا أقل أن تسير بخطى تواكب سرعة العصر الذي نعيشه وطبيعته وما يجب أن يزود به الخريج سواء من معلومة رصينة أو مهارة نوعية أو قدرة على التعامل مع كافة أشكال التكنولوجيا، فضلاً عن أهمية أن تمتلك الجامعة قدرات تكنولوجية وبيئة فنية قوية وجاذبة في عصر تشتد فيه المنافسة بين المؤسسات التعليمية، حيث يكون مهام الإدارة الجامعية في ظل التحديات المعاصرة هو أن تكون واعية بطبيعة العصر الذي نعيشه، واستيعاب للاتجاهات الفكرية والاقتصادية والتكنولوجية المعاصرة، وأن تكون لديها القدرة على رؤية الفرص المتاحة للنجاح واقتناصها، فضلاً عن أهمية الاستناد إلى دراسات علمية مستفيضة فيما تطرحه من برامج. إن كل جامعة حريصة على أن يكون ما تطرحه من برامج يلقى قبولاً ورواجاً، ويكون قادراً على استقطاب الطلبة لهذا التخصص أو ذاك، كما أن أي تخصص أو برنامج تطرحه الجامعة يجب أن يتم بناء على دراسات مستفيضة حول قدرته على جذب الدارسين إليه، ولكن الأهم من ذلك أن تلائم البرامج المطروحة أو التخصصات توجهات الطلبة، وأن تكون هذه التخصصات قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل وقدرتها على المنافسة بما يجعل الخريج قادراً على مواجهة التحديات المعاصرة. دمج التربية والتعليم العالي وقالت الدكتورة منال مرزوقي مدرس جامعي تقني للانغماس اللغوي العربي في جامعة نيويورك: في الوقت الراهن أعتقد أن التحديات التي تواجه التعليم الجامعي هي التخصص، حيث تخبط الطالب بين الانتقال من تخصص إلى آخر، إذ تضيع السنوات الدراسية في التحويل بينها، ومن أسباب ذلك عدم تهيؤ الطالب لذلك من المرحلة الثانوية لكي يعرف ما هي ميوله المعرفية وأي من العلوم يمكن له أن يبدع فيها، فضلاً عن دور سوق العمل الذي حيّد التخصصات المطلوبة لديه، في حين أن الحقيقة هي أن جميع العلوم مطلوبة في الدولة. بعد الدمج الذي حصل بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، أنا على ثقة برؤية قيادتنا الرشيدة حول هذا الموضوع، فعلى الإدارة الجامعية التواصل مع المدارس في الدولة والاهتمام بالطلبة من الصف التاسع حتى التخرج من الثانوية العامة ليكون الطالب مهيأ معرفياً وفكرياً حين يكمل مسيرته العلمية في التعليم العالي، بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات والوزارات لتضمن جهد الطالب أنه سوف يحصل على وظيفة في المستقبل، فأكبر سبب للبطالة هو التركيز على تخصص معين دون غيره فيكثر عدد الخريجين وتصبح الشواغر قليلة. إن التخصصات الجامعية متنوعة بتنوع الجامعات في الدولة، لكن ما هو توجه الطالب، ماذا يريد، هل يسجل في تخصص يؤهله للحصول على وظيفة أم يسجل في تخصص يناسب مهاراته وقدراته، حيث إن هناك إقبالًا شديداً على التخصصات الإدارية وندرة في التخصصات مثل العلوم والعلوم الإنسانية والاجتماعية؟ في الحقيقة الدولة تحتاج إلى مجموعة من المتخصصين في كل تخصص وأن تكون هناك عملية متوازنة، وألا يطغى تخصص على آخر وتصبح أزمة توظيف في سوق العمل. ننصح بمراعاة الطالب من المرحلة الثانوية حتى المرحلة الجامعية وعدم الفصل بينهما، وتعيين مدرس مشرف لكل طالب في الجامعة حتى ينصحه في توجهاته واختيار تخصصه، وأن طلاب المدارس هم غدا في الجامعة وهم من سوف يواصلون عمار هذه الدولة، لذا العملية متصلة من المدرسة حتى الحصول على وظيفة. احتياجات سوق العمل وقال الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة: في الحقيقة إن أبرز التحديات المعاصرة للتعليم الجامعي هو الحلقة المفقودة في تسلسل التعليم بين التعليم العام والتعليم الجامعي، حيث لا يتلقى طالب المرحلة الثانوية أية معلومات تربوية أو تعليمية أو ثقافية عن مكونات التعليم الجامعي من حيث نوعية هذا التعليم وآفاقه وبيئته ومستلزماته وغير ذلك من أمور ترتبط بالمناخات الجامعية، ويظهر ذلك جلياً على النسبة العظمى من الطلبة المستجدين الذين يلتحقون بالتعليم الجامعي في سنتهم الأولى، ومنهم من يتهيب هذه البيئة ولا يستطيع أو لا يتمكن من التفاعل معها ويسقط من أول هذا الطريق وينأى عن تعليمه الجامعي، وكثير منهم من يواجه صعوبات تتراوح في قوتها وآثارها ما بين القوية والمتوسطة ولاسيما في السنة الأولى، فيكون تحصيله العلمي تبعاً لمستويات تفاعله. يجب ربط جانبي السلسلة التعليمية بين المرحلتين بالحلقة المفقودة، من خلال المحاضرات الإرشادية أو التوجيهية التي على مدارس التعليم الثانوي أن تعقدها لطلبتها وخاصة في سنتهم الأخيرة لهذه المرحلة، بالإضافة إلى محاضرات استئنافية موازية تعقدها الجامعات لطلبتها المستجدين في بداية التحاقهم في الجامعة لتعرفهم من خلالها على أوسع ما يجب معرفته عن هذه المناخات الجامعية، وهو أمر باتت جامعة الشارقة تمارسه وعلى نحو ثابت مع بداية كل فصل دراسي، حيث يمسك المتخصصون في الجامعة بيد الطالب الجامعي من أول يوم التسجيل، ويستمرون معه مروراً بمراحل تعليمه المختلفة ومستوياتها الدراسية لحين يتم تخريجه، كما أننا نتواصل مع طلبتنا حتى بعد تخرجهم من الجامعة عن طريق رابطة خريجي الجامعة، ونفتح لهم أبوابها على مصراعيها لكي يتزودوا منها بكل ما يحتاجون إليه من المعرفة والعلم والإمكانيات المتاحة لديها. يجب أن تلائم توجهات الطلبة تلبي احتياجات أسواق العمل، لسبب علمي وعملي ثابت، وهو أن جامعة الشارقة ومنذ وقت مبكر لا تطرح أي من برامجها أو تخصصاتها الأكاديمية، قبل أن تجري دراسة علمية وعملية حول حاجة أسواق العمل لما ترغب بطرحه من هذه البرامج أو التخصصات، وذلك عن طريق إجراء استبيانات استقصائية توضع عناصرها على نحو علمي تستكشف من خلالها الحاجة العملية والواقعية لأسواق العمل، وتكون هذه الدراسات دائماً في ميادين أسواق العمل ذات العلاقة المباشرة، فإذا ثبتت هذه الحاجة للتخصص المراد طرحه تم تقديمه للاعتماد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإن لم تثبت هذه الحاجة يتم إلغاء طرح البرنامج أو التخصص الذي أجريت حوله الدراسة الاستبيانية. تحقيق التقدم والتطور قال الدكتور نواف الموسى الأستاذ المساعد قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة خليفة، يواجه الإنسان في العصر الحالي العديد من التحديات والتغيرات المتنوعة والمختلفة التي تطرأ على عالمنا من تطور ونهضة، ولم يعد أمام المجتمع سوى أن يمعن النظر على كيفية بلوغ القمة بالتوسع بالنهضة والتقدم، ويكون بالدرجة الأولى من خلال التعليم الحديث وتطبيقه بالشكل الصحيح، حيث زاد الاهتمام في السنوات الأخيرة استخدام الأساليب الحديثة في التعليم والابتعاد عن الطرق التقليدية. وهنالك بعض التحديات التي تواجهنا ويجب علينا مواجهتها بوضع خطط استراتيجية يكون الغرض منها توليد أفكار جديدة وتطبيقها على أرض الواقع لتنمو وتنتشر ولتحقيق أهداف رسالتنا التعليمية، ويمكن لجامعتنا أن تحقق ذلك إذا استطاعت أن تخرج خريجين قادرين على المنافسة في جميع المجالات محلياً وعالمياً أيضاً. وتقوم الجامعة بإعداد طلبة قادرين على مواجهة التغيرات الحادثة في المجتمع من خلال متابعة التقدم التكنولوجي والعلمي وخلق طاقات مبدعة والعمل على تنميتها، وغرس حب العمل والإخلاص والانضباط في أداء العمل، لتكون المفتاح السحري لاستخراج الإبداع المعرفي والقدرات العلمية لإعداد طلاب قادرين على التعامل مع متغيرات الحياة والتطور والتقدم التكنولوجي. ونحن نفتخر بطلابنا بنضجهم ووعيهم الكامل، ولديهم فكرة واضحة عن مسارهم الوظيفي، ويتفانون في تخصصاتهم ودراساتهم التي اختاروها. الخطة الاستراتيجية الخمسية قال الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة: نحن في جامعة الشارقة وضعنا كل الأدوات والخطط اللازمة لنتمكن من تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالعمل على نقل الجامعة إلى العالمية، ومن بين هذه الخطط وأهمها الخطة الاستراتيجية الخمسية التي تمتد حتى العام 2019، وهي الخطة التي نعول عليها بعد الله عز وجل في تحقيق هذا الأمل، وذلك لأنها خطة بنيت ورسمت وفقاً لتوجيهات سموه على أسس ونظريات علمية عالمية حيث شارك في وضعها كبار الخبراء العالميون والمنظمات المتخصصة بالتخطيط الاستراتيجي للتعليم العالمي بالتعاون مع عدد من الخبراء والمتخصصين من جامعة الشارقة، حيث تدور أهداف هذه الخطة ومحاورها على العمل لتعزيز المكانة العالمية لجامعة الشارقة. المجتمع العلمي والمحلي قال الدكتور خالد الخاجة عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان: أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا أجد فيه الطالب الجامعي يعاني عند استخدام اللغة العربية، وكذلك أن يستطيع كل طالب أن يتعامل مع كافة أنواع التكنولوجيا الحديثة، وألا تقتصر الجامعة كونها مؤسسة تعليمية فحسب بل يمتد دورها كبيت خبرة يضم كفاءات نوعية متميزة قادرة على رفد المجتمع بالفكر والعلم كي يحدث التلاؤم والتلاقي بين المجتمع العلمي والمجتمع المحلي، وأتمنى أن يأتي يوم في التعليم الجامعي يكون فيه أساتذة الجامعات قادرين على الإنتاج العلمي الذي يواكب حركة العصر ويلبي حاجة المجتمع، وأن يكون التعليم هو القاطرة التي تقود المجتمع دوماً لما فيه الخير، وأن يحدث تكامل بين الجامعات العربية لصناعة بيئة مواتية قادرة على الإبداع والتميز بما يعود على مجتمعاتنا العربية.