×
محافظة المنطقة الشرقية

46 حالة "غش" في انتساب جامعة الملك فيصل

صورة الخبر

سُئل بهلول المعتوه ذات مرة: هل تستطيع أن تعد مجانين بلدك؟! قال كلا ولكنني استطيع ان أعد عقلاءه؟! هذه حكمة ذلك المعتوه.. وحقاً ما أكثر المجانين الذين نعدهم عقلاء وما أكثر العقلاء الذين نحسبهم من المجانين!! هناك مجانين يسيرون بيننا.. نتحدث معهم ويتحدثون معنا.. وفينا من ينخدع بهم فيصغي إلى ما يقولون بشيء من الحيرة وبشيء من التردد ما بين التصديق والتكذيب، وأحياناً بشيء من الاعجاب!! ذلك الاعجاب «الاستراقي» الذي تصنعه وسائل الإعلام حيث الهالة والطنين، والاصغاء لخذرفة أولئك وللغطهم ولجنونهم فالإعلام بما له من جاذبية وبريق يسرق الألباب أحياناً وبالذات ألباب تلك الفئة التي تتثقف على البهرجة الإعلامية والانجذاب لأضوائها فدائماً هم الصيد السهل لوسائل الإعلام التي تلمع أولئك السقماء وتدفع بهم إلى دائرة الضوء وفي الغالب يكون هذا لأسباب مدروسة، وذات أهداف ليست نبيلة بالطبع وذلك حين تضعهم فوق ما يستحقون وحين تضخمهم بكميراتها المخادعة فتجعلهم أكبر من حجمهم الطبيعي تماماً كما تظهر ظلالات وهمية لأشباح خرافية في بعض المسارح التي تعتمد على الجذب والخداع السينمائي أكثر مما تعتمد على الواقعية.. اعذروني إن أنا اطلت في التمهيد للدخول إلى عالم أولئك «المجاذيب» الذين يصنفون مع العقلاء والأذكياء وربما مع العباقرة المفكرين الكبار!! مع أنهم لا يأتون الا بالشذوذ والمنكر فيما يطرحون أي أنهم ببساطة يغامرون بغشامتهم وبهلوانيتهم فيأتون بما لا يأتي به الأطفال أو المعاتيه وبناء على هذه العتاهية والبلاهة والبلادة فلا تستغرب ان يصدموك بأشياء غريبة غرابة تفكيرهم وأساليبهم التي تفصح عن اختلال واعتلال في سلوكهم الإنساني والأخلاقي فأنت حين تصغي لأحدهم فلن يساورك شك في انه يعاني من لوثة ذهنية، بل من تلوث في التفكير، والتدبير، وإلا فكيف لعاقل يزعم أنه مثقف واع، وإنسان نزيه، كيف له أن يقف أمام الملأ فيمتدح الاحتلال، ويبجل المستعمر، بل ويعتبره رحمة أتى بها الله..!! وأن كل ما يقوم به ذلك المحتل من قتل بشع، وتهجير، وتدمير للأرض، والبشر والشجر، وتهجير الناس من ديارهم وسفك دمائهم، وإشعال الفتن والمحن وإشعال، واحراق المكتبات والتاريخ، وسرقة الأوطان.. كل ذلك الفجر والبغي عمل يستحق الثناء والشكر؟! فهل يصدر مثل هذا وفي كل أشكال المنطق البشري.. بل وفي كل أعراف العلم العقلي والعلم النفسي.. هل يصدر إلا عن مريض أو معتوه أو عمن يحتاج فعلاً إلى معالجة في مصحة نفسية، ومصحة إنسانية.. ومع ذلك نرى أن مثل هذا المختل يُدفع ويستدرج لكي ينشر، وينثر مثل هذا التخريف والشذوذ والانحراف..!! فيروّج له كما يروج للمخدر والأفيون!! وإلا كيف يزعم إنسان ينتمي إلى الشرف الآدمي ويتحدث عن حقوق الإنسان، وعن الشفقة والرأفة حتى بالحيوان وفي الوقت ذاته لا نراه يتفوه بكلمة، ولا يكتب حرفاً واحداً عن ممارسات إسرائيل الاجرامية. أو احتلال العراق، أو اغتيال شعب بأكمله كالشعب السوري، أو وهو يرى قمع الشرفاء في الشوارع والميادين، ثم يلتزم الصمت عن ذلك كله، وكأنه لم يسمع به ولم يره ومع هذا وبدون حياء أو خجل نجده يتشدق بالحديث عن الشرف، والأخلاق والعدالة والحرية وحقوق الإنسان!! لست أدري كيف لعقول هؤلاء أن تمضغ مثل هذا السخف.. بل كيف يظن هؤلاء أنهم بهذه البلادة، والبلاهة، والشذوذ والحماقة وقلة الحياء، يكسبون رواجاً أو ثقة..؟ لولا ما يعتريهم من لوثة ولولا ما يعانونه من اعتلال واضطراب في هذه الشخصية «السيكيوباثية» السقيمة والمعقدة.. نعم إنهم قد يحدثون لغطاً وجعجعة وهرجاً، وهذا شيء طبيعي تماماً كالذي يحدثه المعتوه عندما ينفك من رباطه، أو يخرج من مستشفى المجانين، وهو يجري، ويسب الناس، ويرجمهم، ويكوحهم بالحجارة أو يهددهم بالسلاح.. هكذا هم، وهكذا هو سلوكهم المتفلت الأرعن.. ومن ثم فإن أقل ما يوصف به عاقلهم أن يقال عنه أنه أحمق.. والأحمق لا تستطيع أن تجاريه، أو تحاوره، أو تباريه، فهو يهرف، ويعتقد أنه دائماً على الصواب، والحق وأن الناس كل الناس على الباطل، أما إذا أنت حاورته فسوف يحول المحاورة إلى خصومة، ولجاجة، وربما احتال عليك بالانفعال والغضب، إذا نفدت وضاعت منه حجته!! والحماقة هذه مرض نفسي عضال لا علاج ولا دواء لها ولا حيلة في صاحبها. وقديماً قال الشاعر: لكل داء دواء يُستطب به الا الحماقة أعيت من يداويها فإلي أي مدى ستظل تعيينا تصرفات هؤلاء المعاتيه؟ وإلى متى ستظل تؤذينا وتزعجنا سفاهات وتفاهات بعض تيوس الحماقة؟