كتب - إبراهيم صلاح: تصاعدت خلال الفترة الماضية شكاوى عدد من المواطنين من خدمات ما بعد البيع فيما يتعلق بصيانة السيارات وقيام مراكز الصيانة بفرض أسعار عالية مقابل الصيانة الدورية وتحميل العملاء مبالغ كبيرة لاستبدال قطع الغيار، فضلا عن طول الفترة التي تستغرقها عملية الصيانة، ما يضطر العملاء للجوء إلى الكراجات التي يستغل بعضها عدم معرفة الكثيرين بأعطال السيارات ويبالغون في تكاليف التصليح ويستغلون الزبائن في المطالبة بتكاليف كبيرة بحجة أنهم يصلحون بأسعار أقل بكثير من الوكالات. وأكد مواطنون لـ الراية أن مبالغة الوكالات في تكاليف الصيانة وخدمات ما بعد البيع جعل الكثيرين فريسة لاستغلال الكراجات التي يدرك القائمون عليها جيدا حجم معاناة العملاء مع الوكالات ومراكز صيانتها فيمعنون في استغلال حاجة الزبائن للتصليح ويرفعون أسعار الخدمات. وقالوا إن عددا من أصحاب الكراجات يتعمدون تصليح السيارات بشكل غير صحيح حتى يعود الزبون مرة أخرى بسيارته للجراج ويقوم الكراج بالتصليح ويستفيد مجددا من جهل الزبون بالأعطال وميكانيكا السيارات. وأضاف المواطنون أن أصحاب الكراجات على علم بأسعار الصيانة في الوكالات وبأسعار قطع الغيار وتباعد المواعيد والفترات التي تستغرقها عملية الصيانة في الوكالات، وعلى هذا الأساس يبالغون في أسعار الصيانة وتكاد تقترب هذه الأسعار من أسعار الوكالة، مع إيهام الزبون بأنهم قاموا بعمل خصم وأن أسعارهم لا تقارن بالوكالة. واشتكوا كذلك من المبالغة الكبيرة في أسعار بعض الوكالات، لا سيما في خدمات تغيير الزيوت وغيرها من خدمات الصيانة المختلفة، بحجة أن ساعة العمل فيها تقدر بـ 300 ريال. وشددوا على ضرورة خفض أسعار قطع الغيار التي تبيعها الوكالات، خاصة أن هناك تفاوتا في أسعار عدد كبير من القطع مقارنة بالدول المجاورة تصل إلى 40%. وطالبوا بتشديد الرقابة على الوكالات والكراجات ووضع قائمة لتحديد أسعار قطع الغيار وأعمال الصيانة، لوقف استغلال الزبائن. عبدالله المريخي : 3000 ريال لتغيير زيت وفلتر ماكينة أكد عبدالله المريخي أن الوكالات تبالغ كثيراً في أسعار خدمات ما بعد البيع، فالوكالة التي أتعامل معها تعتبر من أكثر الوكالات شعبية في قطر، لكنها تبالغ كثيراً في سعر الخدمات، فمثلاً في آخر مرة ذهبت إليهم لتغيير زيوت السيارة وفلتر الماكينة طلب مني مركز الصيانة مبلغ 3000 ريال وعندما سألتهم عن سبب دفع هذا المبلغ الكبير لخدمة تعتبر عادية ولا تتطلب هذا الجهد أكدوا لي أنهم يحسبون أجرة الصيانة بالساعة وتبلغ قيمتها 300 ريال. وأضاف: تعجبت من هذه الطريقة التي تتعامل بها وكالات السيارات، لأنني سألتهم أيضاً وهل يعقل أن تغيير الزيوت يتطلب مدة عمل تتجاوز ثلاث أو أربع ساعات، لذا أتمنى من إدارة حماية المستهلك تشديد الرقابة على مراكز الصيانة في وكالات السيارات لوقف هذا الاستغلال والارتفاع غير المبرر. وأشار إلى أنه بعد مرور ساعتين قام بالدخول إلى مركز الصيانة لمتابعة سيارته فاكتشف عدم البدء في تصليحها أو وجود أي عامل أو اختصاصي بجانبها، وتعمدهم زيادة عدد الساعات، وعند السؤال عن سبب عدم البدء في التصليح أشاروا إلى ذهاب العامل لإحضار الزيوت والأدوات المستخدمة في التركيب .. مطالباً بضرورة الرقابة الكاملة وليست الجزئية على الوكالات العالمية لتعمدهم النصب والاحتيال جراء الخدمات المقدمة وأسعار الصيانة. سلطان القحطاني: قطع مقلدة .. وتفاوت كبير في الأسعار أكد سلطان القحطاني أن كل المحلات المتخصصة في بيع قطع الغيار الأصلية تبيع بأسعار متفاوتة وتعتبر أسعارها أقل من الوكالة، وإلى الآن لا يعلم أحد سبب هذا التفاوت الواضح في الأسعار .. لافتاً إلى أن بعض هذه المحلات تبيع قطعة معينة بسعر 400 ريال ومحلات أخرى تبيع نفس القطعة بسعر 250 ريالا لذا نتمنى من إدارة حماية المستهلك العمل على فرض رقابتها بصورة أكبر على هذه المحلات، كما أتمنى معرفة الأسباب التي تجعل أسعارها أقل من سعر منافذ البيع الخاصة بالوكالات لأن من المفترض أن تبيع الوكالة بأسعار أقل من هذه المحلات. وكشف عن الغلاء الملحوظ في السلع الاستهلاكية كالسفايف والبريكات واختلاف أسعارها بين المحلات، وذلك لاعتماد أصحاب محلات قطع الغيار عدم وجود أي أسعار محددة من أي جهة رسمية وانتشار القطع التجارية المزيفة غير المعتمدة التي تتسبب في الكثير من الحوادث والأضرار للسيارات، مطالباً بضرورة تحديد الأسعار ومكافحة القطع المزيفة والكشف عليها واعتمادها في حالة صلاحيتها، مبيناً أن السبب الوحيد في جشع أصحاب المحلات هو عدم وجود رقابة فعلية. محمد مراد: أفضل الوكالات للبعد عن نصب الكراجات أكد محمد مراد أنه من المهتمين بخدمة ما بعد البيع ويحرص على أن تكون الوكالة التي يتعامل معها لديها خدمة صيانة السيارات على الضمان ويكون قابلا للتمديد لسنوات أخرى حتى لا يضطر لإنفاق مبالغ كبيرة بعد ذلك في شراء قطع الغيار والتي أصبحت أسعارها مبالغا فيها ولابد من تدخل إدارة حماية المستهلك لإيقاف هذا الارتفاع. وطالب بتطوير خدمة ما بعد البيع من خلال خفض أسعار الصيانة الدورية، لأن الأسعار في وكالات السيارات خيالية مقارنة بمثيلاتها في دول المنطقة، كما أنها تأخذ مبالغ كبيرة إضافية مقابل الفحص الدوري الذي يجب أن يكون مشمولا بالضمان الذي تقدمه الشركات للمشتري، مؤكداً أنه يفضل التصليح داخل الوكالات والبعد عن الكراجات الخاصة التي لا تقدم الخدمة الجيدة ولو بأسعار أقل. أحمد الباجوري : كراجات تتحايل على شركات التأمين أكد أحمد الباجوري أن قطع الغيار الأصلية التي تبيعها الوكالات تعتبر مرتفعة مقارنة بالقطع التجارية والتي قد تتسبب بمشاكل جمة للسيارات، معربا عن أمله في أن تقوم الوكالات بخفض أسعارها ليتمكن السائقون من شراء القطع الأصلية والبعد عن المقلدة والتي تتسبب بمشاكل عديدة للسيارات. وأشار إلى أنه يملك سيارة أوروبية الصنع ولا تتوفر لها قطع غيار مقلدة، الأمر الذي يجعل الشركة تستغل الزبائن في رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها، ما يضطره للذهاب إلى أحد الكراجات لتصليح بعض المشكلات الفنية ويضطر لدفع مبالغ كبيرة، لأن أصحاب الكراجات على علم بأسعار الوكالات .. مشيرا إلى أنه توجه إلى أحد الكراجات لتغيير وصيانة بعض الأجزاء البسيطة، وبعد انتظار لأكثر من ثلاثة أشهر والانتهاء من تصليح السيارة، اضطر للرجوع إليهم مرة أخرى وأصبحت عادة لدى الكثير من الكراجات التي تقوم بالتصليح بطريقة غير جيدة حتى يعود إليهم مرة أخرى ويقوم بالتصليح ثانية ويدفع المزيد من الأموال. وأضاف: فوجئت بظهور الأعطال مرة أخرى وتسريب في الزيت بعد أقل من 3 أسابيع وعند مطالبتي بتصليحها مرة أخرى قالوا لي : لقد استلمت السيارة والمشكلة ليست من عندنا، وبالطبع قمت بتغيير الكراج والذهاب لآخر. وكشف عن عمليات نصب من قبل بعض الكراجات وتحايل على شركات التأمين حيث بعد قيامه بحادث وإحضار السيارة إلى الكراج لتصليحها، اكتشف التسبب في تخريب الصدام الخلفي من قبل الكراج ومطالبة شركة التأمين بتصليحه وذلك لرفع قيمة الفاتورة ووضع قيمة أكبر من قيمة الصدام الحقيقية وذلك للكسب المالي عوضاً عن كتابة بعض قطع غيار السيارات التي تم تغييرها في الورق فقط.